استيقظ أهالي محافظتي النماص وتنومة صباح أمس على فاجعة جديدة كادت أن تؤدي إلى كارثة كبرى ضحيتها عشرون طالبة من كلية البنات في النماص، حيث شب حريق في إحدى الحافلات التي تقل الطالبات من تنومة، دون أن يسفر الحادث عن أي إصابات، بينما أتت النيران على جميع أجزاء الحافلة. وأوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في عسير العقيد محمد عبدالرحيم العاصمي أن غرفة عمليات الدفاع المدني تلقت بلاغا في تمام الساعة السابعة والنصف من صباح أمس السبت، يفيد باحتراق حافلة كانت تضم عشرين طالبة، تعود ملكيتها لإحدى شركات النقل المحلية، حيث انتقلت فرق الدفاع المدني إلى الموقع وتم إخماد الحريق والإشراف على نقل الطالبات إلى حافلة أخرى، دون أن تتعرض إحداهن إلى أي إصابات. ولفت العاصمي إلى أن سبب اشتعال النيران في الحافلة يعود إلى شدة الاحتكاك وتسخين المكابح الخلفية للحافلة، نتيجة انتهاء فترة استخدامها وتآكلها، فيما حضرت الموقع فرق من الدوريات الأمنية والهلال الأحمر، وتم تسليم الموقع إلى جهات الاختصاص لاستكمال الإجراءات اللازمة. وكشف ل»الشرق» أحد السائقين السابقين لدى الشركة المتعهدة بنقل الطالبات مخالفات بالجملة ارتكبتها الشركة، تمثلت في مخالفتها للشروط المتبعة لنظام النقل، أبرزها قدم الحافلات المستخدمة وتهالكها وضعف صيانتها، بالإضافة إلى عدم تطبيق المعايير المشروطة على تحديد سن السائقين، مشيراً إلى عدم وجود رقابة من الجهات المختصة على الشركة وحافلاتها وسائقيها. إلى ذلك، طالب عدد من أولياء أمور الطالبات بالنظر في وضع الشركة المتعهدة بالنقل والتحقيق في عديد من المخالفات التي تقوم بها في ظل عدم المتابعة من قبل الجهات المعنية، مشددين على ضرورة استبدال الشركة بشركة أخرى تطبق اشتراطات السلامة المتبعة. من جهته، عبر المشرف على المركز الإعلامي في جامعة الملك خالد الدكتور عوض بن عبدالله القرني، عن استيائه مما حصل، مهنئا ذوي الطالبات على سلامتهن وعدم تعرضهن للأذى، وقال «تم إبلاغ مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود بما حدث، وقد أبدى استياءه وعدم رضاه، مؤكدًا أن الجامعة حين وفائها بعقودها مع المتعهدين فإنها لن تهمل حقوق أبنائها وبناتها الطلاب»، مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجنة عليا عاجلة لبحث الموضوع من جميع جوانبه مع المتعهد بالنقل لدراسة مدى سلامة المركبات، وأضاف «مهما كانت المسوغات، فإن سلامة أبنائنا وبناتنا فوق كل اعتبار».