فجّرت وفاة أحد عمال النظافة في محافظة الطائف الوضع في ملف النظافة المتأزم منذ سنوات في المحافظة، حيث توقف أكثر من 800 عامل يتبعون للشركة المتعاقد معها في وسط وشرق الطائف عن العمل طيلة الأيام الثلاثة الماضية، بعد أن تقدموا بمطالباتهم بتجديد أوراق الإقامة الخاصة بكل عامل منهم، وتوفير تأمين طبي لهم، بعد حادثة وفاة زميلهم نتيجة غياب التأمين الطبي والأوراق الثبوتية لإقامته لتسهل حصوله على الرعاية الطبية. والتقت «الشرق» بعدد من العمال المضربين في الطائف أمس، الذين أوضحوا أن زميلهم تعرض لأزمة صحية خلال الأسبوع المنصرم، مكث على أثرها في سكنه حتى تم نقله بعد عدة أيام إلى أحد المستوصفات الخاصة، حيث توفي هناك أمام مكتب الاستقبال الذي رفض علاجه بحجة عدم وجود ما يثبت نظامية إقامته، مشيرين إلى أن عدم وجود الإقامات معهم بسبب تعثر تجديدها من قِبل الشركة لأسباب تعود إلى ملاحظات ضدها لدى وزارة العمل، وتصنيفها ضمن اللون الأحمر في برنامجها (نطاقات)، مضيفين أنهم قرروا التوقف عن العمل إلى حين تحقيق مطالبهم بإلزام الشركة المشغلة بتوفير تأمين طبي لهم وصرف مرتباتهم المتأخرة أو ترحيلهم. يُذكر أن أمانة الطائف كانت قد وجهت إنذارات متكررة للشركة بهدف الارتقاء بخدماتها منذ عام تقريباً، إلا أن الوضع لم يطرأ عليه أي تحسن. وكانت «الشرق» قد نشرت في وقت سابق تورّط ذات الشركة في عدم تجديد الأوراق الرسمية للعمالة فيها بالرغم من تقاضيها مبالغ مالية عن كل عامل منهم لذلك السبب، بينما فتحت الجهات المختصة تحقيقاً في القضية في حينها. بدورها، أجرت «الشرق» اتصالات متكررة بالناطق الرسمي في أمانة الطائف إسماعيل إبراهيم، لتوضيح موقف الأمانة من الشركة وتفاقم الأوضاع فيها، إلا أنه لم يتم الرد من طرفه حتى ساعة إعداد المادة للنشر.