تطمح مها عيد المسعودي، صماء حاصلة على البكالوريوس، إلى تدريس نظرائها الصم والبكم، مبينة أنها تمر بمرحلة إحباط، فرغم حصولها على بكالوريوس التربية في التعليم الابتدائي لتدريس فئة الصم، وتفوقها حيث تمتلك عدداً من شهادات التفوق العلمي، بالإضافة لمشاركتها في عديد من المؤتمرات العالمية لفئة الصم كان آخرها تمثيلها للجامعة العربية المفتوحة في المؤتمر الدولي للصم في الرياض، حيث يأتي هذا الإحباط بعد أن ظلت حبيسة للبيت لم تجد الوظيفة التي تحلم بالحصول عليها، وبقيت في محافظتها الصغيرة البدع غرب منطقة تبوك بعد عجزها عن إيجاد الوظيفة التي كانت تحلم بها وهي التدريس لفئتها من ذوي الاحتياجات الخاصة وهي فئة الصم والبكم على الرغم من الاحتياج الواضح في المدارس والتعاقد مع معلمات أجنبيات لسد شواغر هذه الوظيفة. قلة الدعم وتكتب مها، «لقد ضاقت الدنيا في عيني، بعد أن فقدت كل أمل في أن أعيش حياتي في سعادة، فأنا فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة (صماء) لا أسمع ولا أتكلم، لكن لدي إحساس ومشاعر أردت إيصالهما لكم عبر الحروف الإلكترونية لعلهما يصلان، فلقد صبرت وعانيت، ورغم صعوبة ظروفي، سلمت أمري لله سبحانه وتعالى ولقد كسرت حاجز الإعاقة وحصلت على الشهادة الجامعية في التربية الخاصة بعد معاناة طويلة إلا أنني صدمت في الواقع المرير، مستغربة قلة الدعم المقدم لذوي الاحتياجات الخاصة وإبعادهم عن تحقيق طموحاتهم وكأننا بلا إحساس ومشاعر». وتكمل مها، «الآن ضاقت بي السبل وأبحث عن مساعدتي في تعييني كمعلمة تربية خاصة لأحقق طموحاتي كفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة وإنني قادرة على الإبداع والمشاركة الفعالة في شتى المجالات التي يشارك فيها أقراني الأسوياء، أريد أن نشعر بأهمية الإرادة والقدرة على التحدي والصبر، أريد أن أساهم في بناء المجتمع». شهادات تفوق ومن جهته، يقول عيد المسعودي والد الفتاة، «نفاجأ بتعيين معلمات من المنطقة الشرقية والغربية بالإضافة إلى غير السعوديات في قريتنا ومراكزنا وعدم النظر إلى ابنتي التي استكملت أوراقها منذ ما يزيد على السنة في وزارة الخدمة المدنية ولكن لم يشفع سجلها التعليمي على تعيينها على الرغم من حصولها على شهادة تفوق علمي في عام 1419ه من الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز عندما كان أميراً للمدينة المنورة، وكذلك 1420ه من الأمير مقرن بن عبدالعزيز حين كان أميراً للمدينة المنورة، ورغم مخاطبتي لوزير التربية والتعليم ووزير الخدمة المدنية بكامل الأوراق، إلا أنني لم أجد أي تجاوب ومازلنا نبحث عمن يقف بجوار ابنتي التي بدأت تفقد حماسها».