أغلب الذين يحيطون طوال كل يوم متظاهرين، يتصورون بصراخهم العالي هذا أن «تحت القبة.. شيخ»، مع أن القبة «فاضية» والشيخ مش موجود، واحتمال هو الأرجح- بأنه ليست هناك قبة أصلاً، وهو ما يعني بالتبعية عدم وجود شيخ «من أصله» حيث ينطبق على صراخهم هذا في تلك المواقع ما قاله شاعر قديم مازالت أذكر بعض كلمات شعره، وليست كلها، ليتبقى في الذاكرة: لا حياة لمن تنادي، حيث تلتقي الصيحة في مصر مثلا بالصمت أو بصدى الصوت، وليس أكثر، فلا أحد من سكان تلك القصور فتح نافذة أو «فراندة» ليستطلع ذلك الذي يدور حول القصر.. أو يعرف من هؤلاء الذين لا يفهمون أن في القصر كبار المسؤولين يملأون غرفه.. ومكاتبه، كما تمتلئ ساحاته بسياراتهم الفارهة التي تدفع الدولة وقودها، كما تدفع رواتب السائقين العاملين عليها، مع أن ركاب تلك السيارات الآن قادمون أصلا قبل الوصول إلى السلطة- من «حارات» لم يكن «أتوبيس»: للنقل العام يصلها، بل كان مرور «الميكروباس» بها حدث جلل! ونكتشف بالمتابعة والإصرار الصحفي على الوصول إلى الحقيقة بأن لكل من هؤلاء على الدولة- أكثر من سيارة- أغلبها جديد ودفع رباعي– تكلف كل منها-الدولة الفقيرة- ما يقرب من نصف مليون جنية، ناهيك مرتب السائق الأصلي وزميله الاحتياطي، وتكاليف الوقود مع الصيانة.. وما لا نعلم، وخاصة سيارة البيت، والأولاد؟ ومن بين ما لا نعلم أطقم «الحراسة الموسوسة» لقطع المرور في كثير من الأحيان حتى يمر الكبير تماما مثلما كان الأمر أيام مبارك.. العادلي وتحتل تلك الأطقم عددا من سيارات المقدمة، ومثلها في المؤخرة، مع أن المحروس لا يعرف ملامح وجهه أحد، ذلك أنه قدم إلينا من المجهول، الذي نعتقد أنه عائد إليه ذات يوم وإن طال به المقام. بعض هؤلاء المسؤولين الجدد لا يدركون أن كل ماله بداية، له نهاية، بما في ذلك الحياة ذاتها حيث الميلاد بداية، والموت نهاية!