لن أستبق الأحداث أمام مدير جامعة الملك خالد الدكتور عبد الرحمن الداود الذي أثلج صدورنا بحديثه الفضائي الأخير- ولن أسكب الزيت على نار الجامعة الهادئة هذه الأيام، ولن أفتح ملف الثقوب والعيوب التي يحاول الداود لملمة أوراقها والانتقال لمرحلة مملؤة بالتفاؤل، إنما أذكر فالذكرى تنفع المؤمنين، فقد كادت أحداث الجامعة السابقة تكسر العظم وقبل مغادرة الراشد وضع أمام المدير الجديد «نقطة» قد تعيدنا للمربع الأول، ففيما كان الجميع يتوقع تحسن الأوضاع ويتوقع نقلة أكاديمية توازي تلك الأحداث جاء التوجيه بتركيب 353 كاميرا تراقب حركات وسكنات الطلاب وتبلغهم رسالة واضحة وصريحة مفادها «حققنا مطالبكم واللي ما يعجبه …… ». بعد ولادة متعسرة أتى مولود فرحة منسوبي الجامعة مشوّها لأنها ولادة قيصرية وهي في كل الأحوال صدمة سالبة في أروقة الجامعة هزّت الأوردة والشرايين، وهل هناك إنجاز أكثر من الاحتفالية بتركيب 353 كاميرا ودوائر مراقبة من غرفة تبيّن الصغيرة والكبيرة. اهتم المدير السابق قبل مغادرته بتوفير ميزانية ضخمة لتركيب كاميرات مراقبة كان جزء من هذا المبلغ يكفي لتفعيل دور الجامعة في نشاطات المجتمع ليفك العزلة عن الجامعة ويدمجها في المشهد الاجتماعي للمنطقة ، وكان يكفي جزء من هذا المبلغ لدعم مشاريع البحث الأكاديمي والعلمي الغائب عن بورصة الجامعات الرصيفة، وجزء من المبلغ يكفي لتحويل قاعات التعليم من المستوى الابتدائي إلى المستوى الأكاديمي الجامعي، ويبدو أن قاعدة إذا كنت «رائحا كثّر من كاميرات التصنت» هي القناعة الوحيدة التي أراد المديرالسابق توديع منسوبي الجامعة بها……غدا «نُلحِق الغرب المِسْحِاةْ».