يروي الفيلم الأخير لأوليفر ستون تحت عنوان “سافدجز” قصة حب تدور أحداثها في خضم نزاع دام وعنيف تسمح للمخرج الأمريكي بسبر أغوار عالم كرتلات المخدرات الناشطة بين كاليفورنيا والمكسيك. ويتمحور فيلم التشويق هذا الذي عرض في مهرجان السينما الأمريكية في دوفيل في بداية سبتمبر حول فتاة واقعة في غرام شابين تعيش معهما عيشة بدوية بورجوازية في منطقة لاغونا بيتش في كاليفورنيا. وتربطه علاقة غرامية مع الحسناء، أو (بلايك لايفلي)، بكل من البستاني الماهر بين (إيرن تايلور جونسون)، والجندي السابق في القوات الخاصة تشون (تايبور كيتش)، وهم يديرون معا تجارة مربحة. فالحبوب التي جلبها تشون من مهامه العسكرية تعطي بفضل مهارات بين أفضل قنب في العالم. وحتى لو كان هذا القنب ينتج رسمياً لغايات علاجية، لا يتوانى الأبطال الثلاث عن الاتجار ببضاعتهم بمساعدة الشرطي دينيس (جون ترافولتا). وباتت تجارتهم جد مزدهرة، بحيث أثارت مطامع كارتل باخا المكسيكي بزعامة إيلينا (سلمى حايك) التي تعرض عليهم شراكة يرفضونها. فأجج هذا الرفض حرباً بلا هوادة شنها الجناح المسلح للكارتل بقيادة لادو (بينيشيو ديل تورو) وتخللتها عمليات اختطاف وقتل وكمائن فتاكة. وكثيرة هي المشاهد العنيفة والدامية في هذا الفيلم الذي يمنع حضوره على من هم دون الثانية عشرة من العمر. فشخصيات هذه القصة المحبوكة هي في محلها، والكل خاسر في هذه المعركة، الأخيار كما الأشرار، فالحياة ليست بالسهلة، حتى بالنسبة إلى القتلة ذوي القلوب القاسية. وأكدت سلمى حايك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المخرج وجون ترافولتا عقد في باريس في 14 سبتمبر أن “أوليفر ستون لم يكن يريد أن تشبه إيلينا شخصيات القصص المصورة وهو أضفى عليها طابعا إنسانيا. وكانت تأدية هذا الدور بمثابة حلم لي”. وهذا الطابع الإنساني يميز أيضاً الدور الذي يؤديه جون ترافولتا. وأقر النجم الهوليوودي بان “لعب دور هذه الشخصية المعقدة شكل تحدياً بالنسبة إلي”. ومشاعر الحب والمحبة هي القاسم المشترك بين شخصيات الفيلم جميعها (ما عدا بينيشيو ديل تورو). فالشرطي الفاسد يحب عائلته ويحاول أن يحميها، وزعيمة الكارتل تعشق ابنها، والشركاء الثلاثة واقعون في الغرام ويعجز كل منهم عن العيش من دون الآخرين. وهل سيتمكن الشركاء الثلاثة من الخروج من هذا المأزق؟ رداً على السؤال، أجابت بلايك لايفلي التي تروي قصة الفيلم “كوني الراوية لا يعني أنني سأبقى على قيد الحياة”. وأكد أوليفر ستون “لا أخرج الأفلام لأصدم، بل لأتوصل إلى الحقيقة”. واشتهر هذا المخرج الحائز عدة جوائز “أوسكار” بتناوله مواضيع الساعة، حتى لو كانت أفلامه تثير جدلا في بعض الأحيان، كما كانت الحال مع الفيلم الوثقائي “ناترال بورن كيلز” (1994) عن فيدل كاسترو الذي لا يخفي المخرج إعجابه به. وختم أوليفر ستون الذي يتهم دوما الولاياتالمتحدة بأنها “أكبر الطغاة”، قائلاً إن “الحرب ضد المخدرات هي مبادرة أطلقها نيكسون في العام 1972، أي منذ أربعين عاماً. وهي أضحوكة كبيرة لا تجدي نفعاً”. أ ف ب | باريس