شدّد المدرب والمستشار للطفولة المبكرة أ. ياسر بن أحمد الشجار على أهمية اللعب في حياة الأطفال فقال: “كلنا عشنا مراحل الطفولة ومارسنا شتى الألعاب بنشاط وحيوية سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وذلك بدافع حب اللعب والوصول إلى قمة السعادة والمرح، اللعب يساعد طفلك على التعبير عن انفعالاته ومشاعره الكامنة، هو مخرج للتوتر والقلق وإطلاق الشحنات العصبية منه، ومخرج لإشباع الرغبات التي لا تتحقق في يومياته، ويقوم بتفريغ رغباته المكبوتة بداخله عن طريق اللعب، فرصة لنموه الاجتماعي وذلك بلعبه مع الأطفال في المجتمع”. وأضاف الشجار مؤكدًا أنه من خلال اللعب يتم اكتشاف الأبناء فقال: “تكتشف ابنك من خلال فهم حدود تفكيرهم وثمرة أفكارهم، بمعرفة مشكلاتهم عن طريق انفعالاتهم وتخفيفها عنهم، بالابتعاد بهم عن التأثر المستمر بالمواقف المتكررة، فاللعب يفسح فرصًا كبيرة للطفل أن يتعلم ويتحقق من قدراته، فهو في كل يوم يكتشف مهارات جديدة وأشياء غريبة عليه؛ أنتم تمنحونه فرصًا أخرى للمواصلة والاكتشاف والتفوق وذلك بتوجيهكم السليم له وإكسابه القيمة التي تحبون غرسها فيه عن طريق لعبه”. واسترسل الشجار موضحًا مراحل اللعب المبكرة فقال: “يختلف اللعب من سن إلى سن ومن مرحلة إلى مرحلة أخرى: فاللعب في السنة الأولى مثلًا: يكون عشوائيًا يعتمد على العفوية بلا ضوابط وهو فردي؛ وذلك بالتقلب مع نفسه والرفس والهز والأرجحة في السرير ثم بملاعبة إخوته وأمه وأبيه بممارسة عملية الاختفاء تارة والظهور أخرى مما يدعوه للضحك والسرور برؤيتهم، وفي السنة الثانية يكتسب الطفل مرونة في التصرفات؛ لأنه استطاع المشي جيدًا فيكون أكثر تنظيمًا وأهدافه متنوعة وواضحة وتزيد التآلف في هذه السن، وفي السنة الثالثة يكون البناء والتكوين، حيث يستطيع الطفل أن يستمتع أكثر بألعابه، فهي تؤدي حاجات في نفسه ورغبات كثيرة لها أبعادها الحسية والحركية في ذاته، وهو يُعنى كثيرًا بالتناغم معها وترديد الأصوات معها، ويبدأ في هذه المرحلة باكتشاف نفسه والتعرف على ذاته وبخاصة بعد هذه السن، سواء في الرابعة أو الخامسة، ومن هنا تستطيعون اختيار الألعاب المناسبة لأولادكم؛ لأنهم يتأثرون بالبيئة المحيطة بهم وبالأطفال المختلطين معهم، ولا بد من توجيهاتكم؛ لأن الطفل في هذه المرحلة ما زال يفتقد الفهم الحقيقي للأمور ولا يدرك معظم الأشياء”.