- قد ننتقد محمد نور لمستواه في مباراة أو اثنتين، لكن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها، أن محمد نور هو اللاعب الوحيد بعد ماجد أحمد عبدالله الذي يستحق لقب «أسطورة» في تاريخ الكرة السعودية. على صعيد حراسة المرمى لا شك أن محمد الدعيع استثناء بكل معنى الكلمة، وحين نذكر فؤاد أنور هو مرشح قوي وحقيقي للقب «أسطورة»، سامي الجابر «نجم» لا أكثر. أما إذا أردنا أن نتحدث بلغة الجزم فليس هناك إلا ماجد عبدالله ومحمد نور. - الحديث عن محمد نور تحية له على موقفه الوفي والكبير من نادي الاتحاد وجماهيره، وتحامله على ظروفه، ومشاركته في الاستعداد لمباراة غوانغزو الصيني رغم وفاة شقيقه الأكبر. إنها لفتة مستغربة من أي لاعب، لكنها لا تستغرب من أسطورة، خصوصا إذا كنا نتحدث عن محمد نور وعلاقته الخاصة جدا بالاتحاد وجمهوره. - يقول المدرب الخبير ديمتري: «حين يغيب محمد نور عن التشكيلة، فهذا يعني أن الخطة تتغير بنسبة 70 %»، هذا يعني أننا لا نتحدث عن مجرد لاعب. رمزية نور في (الاتحاد) تذكرني برمزية أحمد جميل في مرحلة سابقة. لكن تجربة (نور) وضعته – بلا منازع – في مكانة خاصة جدا في الملعب والمدرجات وداخل أسوار النادي، لم يسبقه لهذه المكانة أي أحد، ومن الصعوبة أن يصل لها – لاحقا – أحد. - محمد نور لاعب بدرجة أسطورة، ولا أبالغ حين أقول أن موقعه في (الاتحاد) أهم من موقع رئاسة النادي. الفرق بين (نور) وماجد عبدالله، أن الأول تعرض لأقسى حملات إعلامية ورسمية تشويها وإيقافا واستبعادا عن المنتخب، وكأن مقولة العالم أحمد زويل تحققت: «في الغرب يساعدون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل»، لكن (نور) لم يفشل رغم كل الظروف التي تآمرت عليه.