د. فيصل الصقير – نائب الرئيس العام لهيئة الطيران المدني تأتي ذكرى اليوم الوطني الثاني والثمانين، وبلادنا ترفل في نعيم الأمن والاستقرار، ورفاه العيش والرخاء، فيزداد إنسان هذه الأرض الطيبة فخرا واعتزازا بالانتماء لها، كأشرف بقعة حباها الله بمكانة سامية، وقيض لها عبادا صالحين أماجد. إن مناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هي استدعاء لمآثر صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – من شجاعة ورحمة وصفح وكرم ونبل، ومنهج انطلق من تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة، التي مثلت أساسا لوحدة هذه البلاد، وصنعت من الأمة شعبا عظيما، ارتبط بقيمه الشرعية، والتف حول قيادته محبة وولاء وإخلاصاً. وفي ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية، نسجل فخرنا واعتزازنا بالمنجزات الحضارية الفريدة، والشواهد الكبيرة، التي أرست قاعدة متينة لحاضر زاهٍ وغد مشرق، في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء، وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم، وتفانوا في رفعة بلدهم، حتى برزت مكانته بين الأمم. ولم تأل بلادنا جهدا منذ تأسيسها في تسخير مقدّراتها لتنمية الوطن والمواطن، وطوعت مواردها لبناء دولة عصرية، دستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، أساسها المواطن السعودي وعمادها التنمية، وهدفها التطور والازدهار، حتى غدت واحدة من الدول الأكثر استثمارا في الإنسان تعليما وتأهيلا وتدريبا، وقد تحقق ذلك كله بفضل الله وعبر خطط التنمية المتلاحقة التي نجحت في تحقيق التنمية الشاملة في كافة مناحي الحياة، ومختلف مناطق الوطن. إن القفزات الكبيرة والمتتالية التي حققتها المملكة العربية السعودية في قطاع الطيران المدني، لم تأتِ من فراغ.. بل كانت ثمرات جهود مخلصة بدأت منذ عهد موحد هذا الكيان الملك عبدالعزيز، رحمه الله، واستمرت تلك الجهود حتى يومنا الحاضر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين حفظهما الله. ولم يقتصر دعم الدولة لهذا القطاع على رصد الميزانيات الضخمة له عاما بعد عام، بل شملت أيضا وضع وتطوير وتحديث الأنظمة واللوائح المنظمة لصناعة النقل الجوي في البلاد، لتمكين القطاع من المنافسة واستقطاب مزيد من الحركة الجوية، واستغلال واستثمار إمكانياته وفق الأساليب الحديثة وبآليات معاصرة تضمن توفير خدمات راقية للمسافرين بشكل خاص وعملاء الطيران المدني بشكل عام. ونتيجة لهذا الدعم الهائل أضحى لدى المملكة الآن منظومة مطارات تُعد من أهم أوجه المكتسبات الحضارية التي نراها اليوم في المملكة.. التي تضم 27 مطارا منها أربعة مطارات دولية.. ولم تكتف حكومة المملكة بإنشاء تلك المطارات بل تعهدتها بمشاريع تطويرية متعددة بغية استيعاب النمو المتزايد في الحركة الجوية، ورفع مستوى خدماتها على نحو يتواكب مع التطورات العالمية في هذا المجال. ووفقا لخطط الهيئة العامة للطيران المدني فإن قطاع الطيران المدني سيشهد -إن شاء الله تعالى- تنفيذ كثير من المشاريع والبرامج في مختلف مجالاته وخدماته، من بينها خدمات الملاحة الجوية والسلامة والتراخيص الاقتصادية، كما تعمل الهيئة على الارتقاء بالسياسات التنظيمية للقطاع، بهدف تحقيق أعلى قدر من الأمن والسلامة للحركة الجوية، واستقطاب مزيد من الناقلات الجوية المحلية والأجنبية للمطارات والأجواء السعودية، علاوة على توفير كثير من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص. وهكذا تتوالى الإنجازات في بلادنا تلو الإنجازات على مختلف الأصعدة وفي جميع القطاعات بفضل الله تعالى ثم دعم ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. حفظ الله لهذا البلد حكومته الرشيدة وأمنه واستقراره، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.