منعت السلطات المغربية أمس مسيرة إلى جزيرة ليلى المحتلة من طرف إسبانيا حيث كان ينوي نشطاء مغاربة اقتحامها وفرض سياسة الأمر الواقع فيها، لكن تحرك الأمن جنَّب مدريدوالرباط أزمة شبيهة بتلك التي وقعت قبل عشر سنوات، وكادت أن تشعل فتيل الحرب بين البلدين لولا التدخلات الدولية والوساطة الأمريكية التي قادها وزير الخارجية وقتذاك كولين باول. وصنعت القوات الأمنية حاجزا من قواتها لمنع النشطاء المغاربة من الوصول إلى الجزيرة التي تُعرَف أيضا بتسميتي «تورا» و»البقدونس»، حيث كان النشطاء ينوون رفع العلم المغربي فوقها تماما كما حدث قبل أسبوع حين أقدم نشطاء اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليليّة على السباحة لمسافة تتخطّى ال 500 متر قبل الوصول إلى «ليلى» والوقوف فوقها حاملين أعلاما مغربية في تحدٍ للقوات الإسبانية المتمركزة فوق الصخرة التي توجد في المياه المغربية. وبحسب مصادر «الشرق»، فإن القوات العمومية منعت النشطاء الذين ينتمي بعضهم إلى فرع حركة (20 فبراير) في مدينة تطوان شمال البلاد من مواصلة مسيرتهم نحو الجزيرة بمبرر وجود أوامر عليا، وطالبتهم بعدم إجبارهم على استعمال القوة وهو ما حدا بهم إلى الانسحاب. ويواصل نشطاء مغاربة ضغوطاتهم على حكومة الإسلاميين التي يقودها حزب العدالة والتنمية ويرأسها عبد الإله بن كيران من أجل تحريك ملف المدن والجزر المغربية التي لا تزال تحت الاحتلال الإسباني، حيث علمت «الشرق» أنه تقرر تنظيم مسيرة شعبية في الثالث من أكتوبر المقبل صوب شبه جزيرة بادِيس للمطالبة برحيل إسبانيا عن المناطق التي تستمر في التمركز بها شمال المغرب.