اعتقلت السلطات الإسبانية، أمس أربعة شبان مغاربة عبروا عن رفضهم لاستمرار احتلال جزيرة "باديس"، بينما أشهرت في وجه آخرين نظموا مسيرة سلمية للغرض ذاته الأسلحة النارية. ففي تطور مفاجئ وخطير من شأنه أن يهدد مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية، أفرط العسكر الإسباني في استعمال القوة لقمع مجموعة من الشباب المغاربة الذين نظموا أمس مسيرة سلمية طالبوا فيها بإنهاء احتلال إسبانيا لجزيرة "باديس". ودخل هؤلاء الشباب مشيا على الأقدام إلى الجزيرة التي ترتبط برا بالتراب المغربي. غير أنهم ما إن ولجوها حتى فوجئوا بتدخل مفرط في القوة، ما أسفر عن إصابات خطيرة في صفوف العديد منهم، بحسب مصدر من اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية. وقد اعتقل العسكر الإسباني في هذا التدخل أربعة شبان قالت المصادر ذاتها إن حالتهم الصحية تبعث على القلق بسبب التعنيف البدني القوي الذي تعرضوا له. وبحسب ذات المصادر، فإن العسكر الإسباني برر تدخله العنيف هذا بمحاولة الشبان المغاربة رفع العلم المغربي فوق الجزيرة. وبادرت "اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية" إلى مطالبة مدريد بإطلاق سراح الشبان المغاربة فورا، وحمّلتها مسؤولية تعرضهم لأي اعتداء بدني، معلنة في الوقت ذاته وقوفها وراء هذه المسيرة السلمية. ومن المتوقع أن يدخل هذا الحادث العلاقات المغربية الإسبانية إلى دائرة التوتر من جديد، بعدما كانت قد تحسنت أخيرا بفضل الدعم الكبير والمساعدة اللذين قدمتهما الرباط إلى مدريد بعد تعرض غابات إسبانية إلى مجموعة من الحرائق، إضافة إلى تطور التنسيق الأمني بين الجانبين في مجال محاربة الإرهاب والهجرة السرية وتهريب المخدرات. وكان المدير العام للأمن الإسباني٬ إينياسيو كوسيدو٬ قد وصف التعاون القائم بين المغرب وإسبانيا في المجال الأمني ب"الممتاز"، خلال لقاء جمعه بمدريد، أول أمس الثلاثاء، بالمدير العام للأمن الوطني المغربي.