«…وأذكر أن عمروبن العاص عندما كان بطريرك مصر بنيامين الثاني والثلاثين مختفيا في أرجاء مصرثلاثة عشر عاما عن إخوته في الإيمان، فلما أتى عمرو أمنه على نفسه وأعاد إليه كنائسه التي أخذها منه الروم بل ساعده على بناء كنيسة في الإسكندرية…» هذا التضمين الذي أصدر به المقال هو جزء من كلام دقيق وصف فيه بابا القبط الراحل، الإسلام أنه شرع جميل واستشهد بخمسة مواقف تاريخية من صدرالإسلام تصور عدل الدين الخاتم ونبيه المتمم لشرائع الرسل عليه الصلاة والسلام.. وكمسلمين نزيد أن هذه النظرة كانت من أقباط ذلك الزمن وثيقة الصلة بالواقع كما تشهد مصاهرتهم بإرسال المقوقس عظيم القبط حينها السيدة مارية -رضي الله عنها- ليكون النسب والمهر بين الديانتين، وكرسالة سلام وتكريم لشخص النبي الأكرم.. فياترى لماذا تنشط بعض الجماعات القبطية خصوصا في كندا والشمال الأمريكي على مجابهة ما يقر به أحبارهم وأخبارهم في الماضي والحاضر، ويتعسفون في تشويه صورة الإسلام ورموزه؟ في زيارة لكندا قبل عقد قرأت الكثير من صحفهم ومواقعهم وتحيرت من العداء الذي يتعدى حدود الأوطان إلى المهاجر البعيدة مع كون المناخ المشرقي المتأزم يطال المسلمين مثلهم تماما، والجواب الذي لا أجد حرجا في قوله هو : (إن في صدورهم إلا كبر ماهم ببالغيه)..ولنقارن بين شعور أمة تقرأ سورة مريم العذراء البتول بمحبة، وضغائن موتورين لاهم لهم إلا قلب الحقائق وإيذاء مشاعر من يشاركونهم ذات الأوطان والأزمات.. أختم بقول الشاعر: سيدي ماكان ينطق عن هواه ..قوله أوحى به رب الجلال ..لك من أهدى محاسنه الزمانا .. وهدى الناس إلى قيم الجمال..باعث الآمال في ليل الحيارى ..نوره جلى رهيبات الليالي..