أكد سفير خادم الحرمين الشريفين ومندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة الدكتور عبدالوهاب عطار، خلال الحوار التفاعلي مع البعثة الدولية لتقصي الحقائق في سوريا، أن وفد المملكة إلى اجتماعات المجلس اطَّلع بكل اهتمام على تقرير البعثة الدولية بكل ما تضمنه من معلومات وحقائق مهمة حول الجرائم البشعة والوضع المتدهور لحالة حقوق الإنسان في سوريا، بالإضافة إلى النتائج التي توصلت إليها اللجنة الدولية، التي كان من أبرزها تعذيب قوات الأمن السوري المعتقلين والأطفال، وحالات العنف التي يتعرض لها المعتقلون من الجنسين، والهجمات التي تعرضت لها المستشفيات والمراكز الصحية التي تتم فيها معالجة المرضى من المدنيين. وقال السفير عطار، في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان أمس في جنيف، إن المملكة أعربت بكل وضوح أن ما يجري في سوريا لا يمكن القبول به أو تبريره، كما أدانت بشدة أعمال العنف والقتل والجرائم البشعة التي ترتكبها القوات الحكومية السورية والميليشيات التابعة لها. وأضاف أن المملكة عدّت تلك الأعمال جرائم ضد الإنسانية، وطالبت بوقفها وتقديم مرتكبيها للعدالة، كما أنها دعمت كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إيقاف كل أشكال العنف والتخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق. وأشار إلى أن المملكة أسهمت في استصدار القرارات الإقليمية والدولية المختلفة الداعية إلى إنهاء الأزمة بالطرق السلمية وتحقيق تطلعات الشعب السوري، وعملت جاهدة على إيصال الاحتياجات الإنسانية العاجلة للمتضررين منهم. واستشهد السفير عطار بتدشين الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سوريا، وإسهام المملكة في الصندوق الخاص بالإغاثة الإنسانية للشعب السوري الذي تم إنشاؤه تحت مظلة جامعة الدول العربية. وطالب مندوب المملكة بتوحيد الموقف الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في سوريا، مؤكداً أهمية استمرار عمل اللجنة الدولية لتقصي الحقائق حتى يمكن رصد الانتهاكات الواسعة والجسيمة التي لاتزال السلطات السورية ترتكبها بحق أبناء شعبها. وختم سفير خادم الحرمين الشريفين ومندوبها الدائم لدى الأممالمتحدة كلمته قائلاً “إن الوضع في سوريا الشقيقة بلغ حداً مأساوياً يحتم على الجميع التعاون ونصرة الشعب السوري والتحرك بسرعة وجدية لإعطاء ثقة في قدرة المجتمع الدولي على إنهاء الأزمة السورية التي تتفاقم يوماً بعد يوم”.