كشفت مصادر مطلعة أن أكثر من عشرين أمريكيا من الموظفين غير الأساسيين في السفارة الأمريكية غادروا الخرطوم اليوم بعد أن طلبت وزارة الخارجية الأمريكية منهم مغادرة الخرطوم بأسرع ما يمكن، فيما أغلقت كندا سفارتها بالخرطوم في أعقاب المظاهرات التي شهدتها الخرطوم احتجاجاً على الفيلم المسيء، في الوقت الذي قللت فيه الخارجية السودانية من الخطوة وأكدت قدرتها على تأمين البعثات الدبلوماسية. وتوقعت وزارة الخارجية عدم تأثر العلاقات السودانية الأمريكية بالأحداث التي شهدتها السفارة الأمريكية في الخرطوم الجمعة الماضية، التي أدت إلى اقتحام السفارة من قبل المحتجين، وكشفت في الوقت نفسه عن تعزيز الإجراءات الأمنية الخاصة بحماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية. في المقابل، أمرت الخارجية الأمريكية جميع العائلات وجميع الطواقم غير الأساسية بمغادرة السودان وتونس، ووجهت تحذيرات للمواطنين الأمريكيين من السفر لهذين البلدين. من جهته، سخر حزب المؤتمر الوطني الحاكم من خطوة واشنطن بإخلاء طاقم سفارتها، وقال إن الأمريكان يحاولون الالتفاف على حقيقة ماثلة للجميع، وهي أن أكثر البلاد أمنا في القارة الإفريقية هو السودان، واعتبر أن سفارتها الكائنة بضاحية سوبا (مبنى بلا معنى) لأن الكثير من مهامها لا ينجز في الخرطوم ولا تقوم بأي عمل دبلوماسي حقيقى. وقال عضو القطاع السياسي في المؤتمر الوطني ربيع عبدالعاطي في تصريحات صحفية إن هناك خطورة أمنية حقيقية فى العاصمة الكينينة نيروبى التى سينتقل لها موظفو السفارة، مشيراً إلى أن عدداً من البلدان الغربية تحذر رعاياها من مغادرة فنادقهم إلى مسافات بعيدة داخل العاصمة نيروبى. وفي السياق ذاته، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير العبيد مروح، أن السلطات السودانية المختصة عززت الإجراءات الأمنية الخاصة بحماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية بالبلاد، مجدداً التزام الحكومة بأمن البعثات الدبلوماسية داخل أراضيها، وأنه بالفعل جرت زيادة عدد القوات الموجودة لحماية البعثات، وأضاف “تقديرنا للأوضاع في السودان أنه ليس هناك خطر يواجه البعثات الأجنبية، فالوضع آمن ومستقر”، وقال إن التظاهر والتعبير بالوسائل السلمية مكفول للمواطنين.