رسخ الموروث الشعبي في عقول عديد من الناس أن «الأحجار الكريمة» مملوءة بالأسرار والخواص والصفات المختلفة، «كجلب الرزق ودفع الشرور»، وفيما أثبت علم النفس بعض فوائد الأحجار الكريمة، دحض جُل ما يشيعه الناس وأكد أنها معتقدات لا أساس لها، ولكن المجربين لها دائماً ما يصرّون على أنها مملوءة بالأسرار وصحة فائدة كل نوع منها. في الوقت الذي أجمع شرعيون بأنها خرافات ومعتقدات خاطئة، وأن التعلق بها من دين الجاهلية حيث كانوا يقدسون التماثيل والأوثان والحجارة، وأنها تقود إلى الشرك الأكبر والتعلق بغير الله، مرجعين انتشار هذه المعتقدات إلى الأحاديث المكذوبة الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ويشير بعض المهووسين بالأحجار إلى أن التجربة خير برهان، مشترطين أن يرتبط لبس الخاتم الذي يحمل الحجر الكريم بورد معين، أو طهارة اللابس، أو يكون في أيام وأوقات معينة حتى تظهر تلك الخواص كاملة أو جزء منها، كما أشار بعضهم إلى ضرورة كتابة آيات قرآنية معينة أو أسماء الله الحسنى، أو كتابة بعض الطلاسم فوق الحجر أو أسفله من أجل تفعيل شيء من خواصه، وظهور فوائده. تساؤلات و«هوس بالأحجار الكريمة» جعلت بعضهم يقضون جُل عمرهم يجمعون هذه الأحجار ويقتنون الثمين منها مهما كانت كلفته، ويرفضون التفريط فيها على اعتبار أنها كنز وستؤثر في مجرى حياتهم!! «الشرق» غاصت في أعماق هذه القضية الشائكة، في ثنايا الأسطر التالية.. جودة الأحجار أوضح العم أحمد البوري الذي قضى من عمره أربعين عاماً في هذا المجال، يشتري ويبيع، وفي أحيان كثيرة يقدم الاستشارات للبائعين في جودة بعض الأحجار، أن أحجار العقيق والفيروز والياقوت هي الأكثر شعبية بين جميع الأنواع، والزمرد والياقوت هما الأكثر جذباً للنساء، وعن سبب اتجاه نسبة كبيرة من الناس لاقتناء العقيق اليماني قال «هو حجر مميز وله تأثير كبير في جلب الخير»، أما داوود عبدالله الذي يقوم ببيع أحجار العقيق اليمانية، فيقول «أشتري الحجر الواحد بسبعة ريالات وأبيعه بعشرة ريالات، وكثير من الناس يشترونه ويعطونه للصائغ الذي يقوم بتفصيل محبس عليه ثم يبيعونه بسعر يتراوح بين خمسين ريالاً إلى 400 ريال». ويقول عبدالله الخاطر -أحد الهواة- إنه يمتلك خاتماً منذ 25 عاماً ولا يفرط فيه، وقد عرض عليه أحد الأشخاص شراءه بثلاثة آلاف ريال لكنه رفض، معللاً ذلك بأسرار في الخاتم -رفض الإفصاح عنها-، وعن خواص الأحجار الموجودة عنده أشار بيده إلى أحدهم قائلاً «هذا يسمى بالحديد الصيني، وهو يسهل الولادة إذا تعسرت المرأة، ويسهل قضاء الحوائج في أي مكان يذهب إليه لابسه، لكن له آثار سلبية أيضاً عند لبسه لفترات طويلة، حيث يؤثر في القلب وينشف الدم!! وعن العقيق السليماني قال «إنه على الرغم من فوائده إلا أنه لا يعدّ من الأحجار المحبوبة، حيث إن أغلب الأحجار من هذا النوع يرتبط بها تابع من الجن قد يضر مستخدمه، أما أشهر الأحجار المرتبطة بالعين والحسد فهو عين النمر أو التايجر»، وختم عبدالله بإحدى القصص التي حدثت له قائلاً «كان لدي أحد الخواتم فيه حجر سليماني وقد فقدت هذا الحجر، وظللت أبحث عنه سنوات حتى وجدته، وطيلة تلك الفترة كان أصبعي يرفض استقبال أي خاتم آخر، وكلما لبست خاتماً في نفس الأصبع سقط مني مباشرة، وأنصح من يريد شراء أي خاتم أن يشتري أول من تقع عليه عينه». علم واسع ورأى حسن علوي الذي قضى أكثر من ثلاثين عاماً في الأحجار الكريمة، «أن هذا المجال علم واسع لابد من التعمق فيه»، وعن خواص الفيروز قال «ينقسم إلى أكثر من نوع، نوعان منه يستوردان من إيران وهما النيشابوري والدامغاني وهما الأغلى والأثمن، وبعدهما يأتي المصري الذي يستخرج من سيناء والأمريكي، والنيشابوري هو الأجود، حيث إنه يمنع العين والحسد، بشرط أن يتم لبسه بمحبس مرتفع ولا يلامس جلد الإنسان مباشرة حتى يستقبل العين ويوقفها»، ويضيف أنه عندما يصاب بالعين فإنه ينكسر إلى قطعتين، وأن ماء البحر والزيوت من أكثر الأشياء التي تفسده وأنه لا صحة لما يتداول بين كثير من الهواة بأن الحجر لديه خاصية تشرب الزيوت العطرية، والأفضل للفيروز هو وضعه في ماء زمزم لأنه ماء مبارك، ولأن هذا الحجر أساساً تكون من ماء الأمطار. مثير محايد وأوضح اختصاصي علم النفس فيصل آل عجيان أن علم النفس السلوكي يعدّ الحجر الكريم مثيراً محايداً بمعنى أنه ليس له تأثير إيجابي وليس له تأثير سلبي، وقال «إذا اقترن لبس الخاتم مع أحداث مفرحة فإننا نعتقد أننا نستفيد من هذا الخاتم، وأن له تأثيراً روحانياً وإيجابياً على حياتنا، أما إذا اقترن لبسه مع أحداث مفزعة وغير محببة فإنه يكتسب رسوخاً بأنه ضار، لذلك العلاقة بين الحجر ومقتنيه هي علاقة تراكمية من خلال خبرات الحياة والمواقف التي يمر بها الفرد المتزامنة مع لبس أو اقتناء الحجر، ومن الممكن أن يفيد باعتبار أن تكرار التجارب الناجحة المتزامنة تكسب لدى الفرد رسوخاً واتجاهاً إيجابياً، مما ينعكس على ثقته في نفسه». اضطراب نفسي ويضيف آل عجيان «هناك مدارس لها تفسير آخر كالمدرسة المعرفية العقلانية، التي تنص على أن استجابتنا للأحجار ليست ناجمة عن تأثير ذات الحجر، وإنما عن كيف ندرك أثر الحجر من خلال ما نكتسبه من البيئة وما نتعلمه من أفكار قد تنص على أننا سنحقق استقراراً إذا لبسنا هذا الخاتم، أو في المقابل ربما يقول أحدهم لنفسه إنني سأضطرب إذا لم ألبس هذا الخاتم، وبالتالي يبقى أسيراً لهذه الفكرة، وهناك أناس يتكلفون مبالغ طائلة من أجل شراء خاتم لجلب حبيب أو تحقيق نجاح، وبالتالي يقعون أسرى لهذه الأفكار التي تسبب اضطراباً نفسياً، وقد يستقر بعضهم نفسياً من خلال وضع ثقته بحجر معين ويرافقه في نجاحاته في عمله أو حياته الزوجية، وقد يضيع أو يتلف هذا الحجر، ولأنه يعتقد أنه من يجلب له السعادة والحظ فإنه مع ضياع هذا الحجر تبدأ حياته في الاضطراب ولا يستقر حتى يغير من قناعاته ويعتقد بأن المسؤول عن نجاحاته هي صفات الشخصية كالذكاء والمثابرة، وليس الحجر». إيحاءات نفسية ويرى الأستاذ الدكتور عبدالمنان ملابار أستاذ علم النفس في جامعة القرى، أن هناك من يربط الأحجار الكريمة بالتفاؤل والإيجابية، والنفس دائماً تنساق إلى الجانب الذي فيه منفعة على الإنسان، ويضيف «طالما أنها تساعده على التفاؤل والإيجابية لا يمكن أن يقتنع أن هذه معتقدات غير صحيحة، وهناك من يربط تحليل شخصية الإنسان من خاتمه أو مسبحته، وهذا عرف استخدم لفترة تاريخية، وإذا كان الشخص يتفاءل بهذه الأحجار كونها تجلب له الحظ أو تسهل أموره أو يربطها بها فهذا انحراف، لأن هذه الأحجار لا تضر ولا تنفع، ولا تجلب الخير ولا تبعد الشر ولا تفسر بها الحوادث الحياتية». ويتابع «لا يوجد إثبات علمي على ربط الناس أحداث حياتهم باقتنائهم حجراً معيناً، على أنه حالات مرضية، أما نوع السلوك وتصرفه المرتبط بهذه الأحجار، وأنه في حالة لم يجد الحجر يقع في بعض المشكلات مع أهله أو أصحابه ويضطرب نفسياً، فهذا يرتبط باستعداد الشخص المسبق للاضطراب النفسي بدون ربط هذه الحالة بالمرض نفسي، وهذه الاضطرابات تعود إلى اضطراب في ذاته ويحتاج إلى علاج سلوكي، وهذه الأحجار ليست مدعاة إلى الاضطرابات النفسية، إنما هي إيحاءات نفسية يقع الشخص تحت تأثيرها». جهل وخرافة يقول الشيخ عادل الباشا «انتشرت بين الناس أمور في غاية الخطورة على الإيمان والعقل معاً، ألا وهي (الأحجار الكريمة)، مثل (العقيق) وهو أشهرها و(الياقوت) وغيرهما كثير، واعتقاد أن لها خصائص تأثيرية على الإنسان من حيث السعادة والشقاء والفقر والغنى وخصائص طبية وروحانية مثل: أنها تطرد الجن وتذهب الهم وتوقف النزف وتطرد العين إلى غير ذلك من المقاصد المختلفة التي جعلت -ممن اعتقد ذلك- صيداً سهلاً للجهل والخرافة والتعلق بغير الله تعالى ولأصحاب المطامع المادية المروجة لتلك التصورات والاعتقادات، فالأحجار الموصوفة بالكريمة ليس لها تلك الخصائص المزعومة ولا فرق بينها وبين جميع أحجار الأرض، إلا من حيث نفاستها على أهلها وغلاء ثمنها، ومن أسباب انتشار هذه المعتقدات الأحاديث المكذوبة الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شأن بعض تلك الأحجار وتداولتها بعض الكتب التي لا تتحرى الصحة فيما تنسبه للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من الأقوال والأفعال والحوادث، والجهابذة في علم الحديث النبوي قد بيّنوا بطلان تلك الأحاديث وأنها موضوعة، فمن تلك الأحاديث مثل ما سرده العلامة الشوكاني في كتابه الفوائد المجموعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة (ص: 193- 194): حديث: «تَخَتَّمُوا بِالزُّمُرُّدِ فَإِنَّهُ يُسْرٌ لا عُسْرَ فِيهِ. قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: موضوع، وحديث: «مَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ لَمْ يَزَلْ يَرَى خَيْرًا»، وحديث: «تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ». رَوَاهُ الْعُقَيْلِيُّ وَفِي إِسْنَادِهِ: يَعْقُوبُ بْنُ الْوَليِدِ الْمَدَنِيُّ وَضَّاعٌ. وَرَوَى: مَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ لَمْ يُقْضَ لَهُ إِلا بِالَّذِي يَهْوَى، وَهُوَ مَوْضُوعٌ. وَفِي لَفْظٍ: أَكْثَرُ خَرَزِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْعَقِيقُ. وَفِي إِسْنَادِهِ: كَذَّابٌ. وَفِي لَفْظٍ: تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ فَإِنَّهُ يُنْفِي الْفَقْرَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: بَاطِلٌ. وَفِي لَفْظٍ: تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ فَإِنَّهُ أَنْجَحُ للأَمْرِ وَالْيُمْنَى أَحَقُّ بِالزِّينَةِ. قَالَ ابن حجر: موضوع. و»تَخَتَّمُوا بِالْيَاقُوتِ فَإِنَّهُ يُنْفِي الْفَقْرَ. فِي إِسْنَادِهِ: وَضَّاعٌ. وَفِي لَفْظٍ: مَنِ اتَّخَذَ خَاتَمًا فَصُّهُ يَاقُوتٌ نَفَى اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَابْنُ حِبَّانَ: بَاطِلٌ. شرك أكبر وأضاف الباشا «اعتقاد أن هذه الأحجار تجلب المنافع وتدفع المضار أو ترفعها بعد وقوعها، وأنها تجلب للابسها الحظ السعيد والراحة النفسية، هذا من عقائد الجاهلية الأولى، فإن اعتقد الشخص أنها بذاتها تفعل ذلك فهو من الشرك الأكبر، وإن اعتقد أنها سبب فقط –وهذا هو الغالب- فقد وقع في الشرك الأصغر، لأنه اعتقد ما ليس بسبب -شرعاً- سبباً، والشرك الأصغر أكبر من الكبائر باتفاق الصحابة، وقد وردت جملة من الأحاديث التي تنهى عن تعليق ما يعتقد أنه يدفع البلاء أو يرفعه، وأن من فعل ذلك فقد أشرك، فروى الإمام أحمد عن عقبة بن عامر مرفوعاً: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)، وفي رواية: (من تعلق تميمة فقد أشرك). وفي حديث: «من تعلق شيئاً وكل إليه»، واعتقاد كثير من الفتيات أن الأحجار الكريمة تجلب الحظ الطيب لهن من الزواج والعمل والمال كله من التعلق بغير الله، فالواجب الحذر من ذلك والتحذير منه. وقد قال الله تعالى: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ). وقال تعالى: «قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون»، وغيرها من الآيات والأحاديث كثيرة جداً، والمقصود الإشارة والاختصار». دين الجاهلية وقال الشيخ علي الحدادي «ينبغي على المسلم أن يكون على يقين تام أن الله تعالى خلقه وخلق الجن والإنس ليعبدوه وحده كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، أي ليوحدوه فلا يشركوا معه غيره سبحانه، فإذا كان الله هو الخالق المدبر الذي بيده الضر والنفع فلا يحل لأحد أن يدعو غيره أو أن يتعلق قلبه بغيره سبحانه، فهؤلاء الذين يتبركون بالأحجار الكريمة ويتعلقون بها وينسبون إليها جلب الخير أو دفع الشر هم بين خطرين؛ إن اعتقدوا أنها نافعة ضارة بنفسها وقوتها فهذا شرك أكبر لمنحهم إياها صفة اختص الله بها لا يشاركه فيها غيره سبحانه، قال تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الأنعام : 17]، وقال تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس : 107] وقال تعالى: (وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ) [يس]، وإن اعتقدوا أنها سبب في جلب الخير ودفع الشر فهذا شرك أصغر، وجاء في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب قوله «عن عمران بن حصين رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، فقال: (ما هذه)؟ قال: من الواهنة. فقال: (انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك، ما أفلحت أبداً) رواه أحمد بسند لا بأس به. وله عن عقبة بن عامر رضي الله عنه مرفوعاً: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)، وفي رواية: (من تعلق تميمة فقد أشرك)». وزاد الحدادي «على من ابتلي بالتعلق بهذه الأحجار أن يسأل نفسه لو كانت بهذا الفضل وهذه المنزلة عند الله وعند رسوله فلماذا لم ترد ولو آية واحدة أو حديث واحد صحيح في فضلها والحث عليها، وكذا ليسأل نفسه أليس الحجر الأسود من أكرم الأحجار وأنفسها ومع ذلك فقد قال عمر الفاروق لما أراد أن يستلمه: (إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك) متفق عليه. إن التعلق بالأحجار إنما هو من دين الجاهلية حيث كانوا يقدسون التماثيل والأوثان والحجارة فيتعلقون بها ويجعلونها وسائط بينهم وبين خالقهم ومولاهم. عضو في هيئة كبار العلماء: التبرُّك بالأحجار لا يجوز وبيعها لهذا السبب غش وتدليس جدة – نعيم تميم الحكيم حذر عضو في هيئة كبار العلماء من بيع بعض الأحجار الكريمة في أسواق مكةالمكرمة للحجاج والمعتمرين على أنها من أرض مكة وهي تأتي من اليمن وإيران وغيرها من الدول، موضحاً أن ذلك يعدّ غشاً وتدليساً وفعلاً محرماً لا يجوز، في حين أكدت وزارة الشؤون الإسلامية أنها توعي الحجاج بالأفعال المحرمة التي تدخل في دائرة البدعة والشرك من خلال نشر السنة النبوية الصحيحة. وقال عضو هيئة كبار العلماء عضو المجلس الأعلى للقضاء الدكتور علي بن عباس الحكمي، ل»الشرق»، «الأخذ من تراب مكة أو أحجارها للتبرك بها ليس له أصل شرعي وهو غير جائز ولم يفعله أحد من السلف الصالح». وأضاف «يُخشى على من يتعلق بهذه الأحجار من الدخول في دائرة الشرك والله تعالى يقول (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)». وأكد الحكمي على أن هذه الأحجار لا تضر ولا تنفع، والتعلق بها تعلق بغير الله وهو أمر غير جائز، وانتقد الباعة الذين يدلسون على الحجاج بأن الأحجار الكريمة لها بركة كونها من مكةالمكرمة، وعدّ ذلك غشاً وتدليساً لا يجوز لقوله صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا). وأشار الحكمي إلى أنه يجوز بيع الأحجار الكريمة كونها من مكةالمكرمة للزينة فقط، وطالب عضو هيئة كبار العلماء الجهات الشرعية بضرورة التوعية لعدم ظهور مثل هذه الحالات. وأكد مستشار وزير الشؤون الإسلامية رئيس التوعية الإسلامية في الحج الشيخ طلال العقيل، على أن الوزارة تحارب مثل هذه الممارسات من خلال نشر السنة الصحيحة والتحذير من كل أمور تخالفها، مشدداً على أن القضاء على البدعة والأخطاء العقدية يكون بنشر السنة الصحيحة، مشيراً إلى أن الوقاية خير من العلاج. بائع يقوم بعرض مجموعة من الأحجار الكريمة (تصوير: علي غواص)