كما أرشد سيدنا الفاروق صاحب الجمل الأجرب بأن يجعل مع دعائه لجمله بالعافية من الجرب قليلا من القطران، ربطا لسبب الأرض بمدد السماء واستشعارا لأهمية اقتران العمل بالأمل، وهذه نواميس الحياة التي لاتتبدل..من وحي ذلك الموقف الحكيم وبالربط مع الحدث الحواري الرشيد في طائف الأنس، طافت بي طوائف من لطائف هذه الطائف ..كما تتغازل حكمة الشيوخ مع حيوية الشباب تتمازج روح ابن ساعدة بأرواح العكاظيين الجدد وكأنهم يتقربون للماضي بشاعرية القصيبي، ووهج ابن الفيصل الذي يؤكد كجميع آبائنا في البيوت أنهم لايريدون منا شيئا قدر ما يؤكدون أنهم يتساءلون عما نريد نحن الشباب، كوننا بعبارته: المستقبل..ولعل رائعته الأخيرة (الأمل فالي) ترجمة لما يعتمل في صدره وفي منطقته من عمل صادق..إنه يقتضب الكلام ويسترسل في العمل، وذلك ما يجعلني أؤكد كمحب له وصادق في رؤيتي للمجاميع الحوارية التي يبتدرها مع الشباب أن الحوار معهم يقتضي وضع قليل من القطران لكي يتعافى الجسد الاجتماعي من بعض الأمراض الجلدية التي لم تخترق اللحم ولم تدق العظم، ولله الحمد والمنة..قطران الحوار الشبابي يستلزم رفع نسبة القيادات الشبابية خاصة فيمن هم دون سن الأربعين في مفاصل العمل الإداري لكي يكون أكثر ديناميكية وبعدا عن ترهلات البيروقراطية التي لاننفي أنها قد تكون متلازمة لفئة عمرية معينة -ما زالت ترى أن خريجي «الفانوي» و»الإتريك» و»القلم الحبر»-أقدرعلى القيام بمصالح المراجعين ومصالح الناس..البوح الصادق يقتضي هذا ليكون الحوار فعالا وهو كذلك..رؤوس العمل الحكومي كما أعاين وأتعامل لا تصل لتلك المناصب إلا بعد مرحلة القفز بالزانة فوق حاجز الخمسين في الغالب..الجميل في حوار عكاظ أنه أوضح لنا الرؤية بمقياس 66 تماما كما تغازل المتحاورون بعددهم وعدتهم..(الشباب فالكم)!