شكا عدد من المواطنين مساء الخميس الفائت تعرّض أطفالهم للخطر أثناء تنزههم في إحدى الحدائق العامة في جدة، والواقعة بشارع الأمير فيصل بن فهد الموازي لطريق الكورنيش، جاء ذلك بسبب تنفيذ إحدى مؤسسات المقاولات العامة مشروع إنشاء مرفق عام داخل الحديقة، دون مراعاة لأدنى وسائل السلامة لمنع المتنزهين والأطفال الذين يلعبون في الساحة المحاذية تماماً لموقع المشروع من السقوط والتعرّض للأذى. وعمدت مؤسسة المقاولات المتعهدة بالمشروع (تحتفظ «الشرق» باسمها) بحفر موقع المشروع لصب القواعد، وألقت بالأخشاب والحديد المسلح المستعمل في قواعد الأساسات على جانب الممشى المعد لممارسة رياضة المشي في الحديقة، ولم ترفع المخلفات من حديد وأخشاب، ودون وضع سياج واق يمنع العابرين والأطفال خصوصا من السقوط، بل اكتفت بوضع شريط بلاستيكي قد سقط على الأرض، وظل محيط الموقع من جميع الجهات مكشوفاً دون سياج مؤقت أو حاجز يحمي الناس. «الشرق» رصدت موقع المشروع والتقت بعض المواطنين الذين أعربوا عن دهشتهم من تصرف الشركة الذي عرّض المتنزهين والأطفال للخطر، كما انتقدوا غياب المتابعة من قبل الجهة المسؤولة في الأمانة، حيث أعرب المواطن عبدالله محمد الزهراني، الذي كان يصطحب ابنه للتنزه في الحديقة، عن استيائه ودهشته قائلاً «هذا غير مقبول! لا يوجد سياج يحمي الأطفال الذين من الممكن أن يسقطوا، والشريط البلاستيكي الذي وضعوه قد سقط رغم أنه لا يمكن أن يحمي أو يدفع الأطفال عن السقوط، والحديد ملقى على أرض الممشى، هذا منظر غير حضاري»، مطالبا الأمانة بوضع سياج حتى انتهاء المشروع. وعبَّر المواطن محمد عواض النفيعي عن استيائه بقوله «نحن في حديقة عامة وقد أتيت للتنزه مصطحباً ابنتيَّ، والمكان مكتظ بالزوار والمتنزهين مع أطفالهم، خصوصا في يوم الخميس، والحديقة مجهزة بممشى وألعاب للأطفال بجوار هذا الموقع المحفور والمتروك دون وسائل سلامة».والتقت «الشرق» المقيم سعيد علي أحمد من السودان، الذي يتنزه برفقة عائلته وأطفاله، حيث قال «أتينا للتنزه في هذه الحديقة الجميلة، ولكننا انزعجنا جدا من المقاول المنفذ للمشروع داخل الحديقة، حيث لم يضع سياجا يحمي الصغار من السقوط في الحفرة، والحديد ملقى في طريق المارة، وما يزيد الحال خطورة أن ألعاب الأطفال قريبة جداً من مكان الحفر والحديد الملقى».«الشرق» تواصلت مع المتحدث الرسمي في أمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري لأخذ رده وتعليقه على الانتقادات، غير أنه طلب مهلة لجمع معلومات حول المشروع والمقاول المنفذ، ثم جرى الاتصال به لثلاثة أيام متتالية ولم يتم الرد حتى ساعة إعداد المادة للنشر. غياب وسائل السلامة