قال الرئيس المصري محمد مرسي إن بلاده تمر في الوقت الراهن بمرحلة الانتقال الديموقراطي السلمي، مؤكدا أن مصر انتقلت إلى مرحلة أصبحت فيها ملكاً لأبنائها. وأكد الرئيس مرسي، في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس مع رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويال باروسو في بروكسل، «أن المصريين جميعاً متساوون في الحقوق والواجبات لافرق بينهم سواءً كانوا مسلمين أم مسيحيين»، مشيراً إلى احترام السلطة الجديدة للمرأة ولحقوق الإنسان. كما شدد «مرسي» على احترام مصر للبعثات الدبلوماسية الموجودة فيها وللسائحين، رداً على مخاوف من تعرض البعثة الدبلوماسية الأمريكية لاعتداءات بعد تظاهر المئات من المصريين أمامها اعتراضاً على فيلم أمريكي مسيء للإسلام. وفي أول زياراته إلى القارة الأوروبية، وصل «مرسي» إلى العاصمة البلجيكية للقاء مسؤولي الاتحاد الأوروبي ومناقشة تعزيز التعاون معه باعتبار أنه أمر حاسم لمساعدة بلاده في مواجهة الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها. وتراجعت عائدات السياحة في مصر وانخفضت احتياطيات النقد الأجنبي من 36 مليون دولار حتي 15 مليار دولار في عام ونصف تقريباً الأمر الذي يهدد قدرة البلاد على استيراد السلع ودعم عملتها المحلية، وتعد دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون مجتمعةً الشريك الاقتصادي الأول لمصر. ولدى وصوله إلى بروكسل، اعتبر «مرسي» أن الضمانة التي ستقدمها مصر لنيل دعم الاتحاد الأوروبي هي الجدية في تنفيذ المشروعات، قائلا «لدينا دراسات جدوى لمشروعات عديدة تتيح التوسع في الاستثمار الأوروبي بمصر». من جانبه، أعلن رئيس المفوضية الأوروبية، باروسو، أن الاتحاد الأوروبي سيوفر خمسة مليارات يورو لدعم الاستثمار في مصر. وقال بيانٌ لبعثة الاتحاد الأوروبي في مصر قبل يومين إن الاتحاد الأوروبي مستعد لزيادة مساهمته في الانتعاش الاقتصادي بمصر ولمواصلة تعزيز التجارة والاستثمار. ودخلت القاهرة، التي تتلقى دعما ماليا مهما من دول الخليج، في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بمبلغ 4.8 مليار دولار لدعم اقتصادها. وتتواصل زيارة «مرسي» لأوروبا بتوجهه اليوم إلى روما التي تعتبر واحدة من أهم الشركاء التجاريين لمصر، وسيلتقي الرئيس المصري نظيره الإيطالي جيورجو نابوليتانو ورئيس الحكومة ماريو مونتي قبل العودة إلى القاهرة، وفقاً لمصادر رسمية مصرية. من جانبه، أوضح السفير الإيطالي في القاهرة، كلاوديو باتشيفيكو، أن بلاده قررت مؤخرا تخصيص 150 مليون دولار لدعم الاقتصاد المصري، مضيفا أنه سيتم خلال الفترة القادمة الإعلان عن تفاصيل المشروعات التي ستُوجَّه إليها هذه الأموال. بدوره، أكد مساعد وزير الخارجية المصري السابق، السفير نبيل العربي، أن زيارة «مرسي» لأوروبا ومن قبلها الصين والسعودية قبل زيارته للولايات المتحدةالأمريكية تعكس الانفتاح في السياسة الخارجية المصرية، ويعتقد العربي، بحسب تصريحاته ل «الشرق»، أن الأزمة الاقتصادية تلعب دورا كبيرا في تحديد زيارات واتجاهات الرئيس المصري خارجياً.