أنهى الإعلامي المغربي ياسين عدنان مساء الثلاثاء الماضي ورشته الإعلامية المتخصصة في مجال البرامج التلفزيونية الثقافية ضمن فعاليات مبادرة “تنصيص” بمركز تسهيلات الإعلام بجامعة البحرين. وقدم الإعلامي خلال ورشة “خمسون بوصة ثقافة” لمدة ثلاثة أيام متواصلة مادة إعلامية دسمة للمشاركين المهتمين في مجال تقديم البرامج الثقافية، حيث تضمن اليوم الأول تحديداً لأهداف ومقاصد الورشة وهي الحاجة إلى الإعلام السمعي والبصري في تأهيل الجانب المجتمعي في مجال الثقافة، مؤكداً ضرورة مثل هذه البرامج بعدما تخلت جميع القنوات الحكومية والخاصة عن مهمة إيصال الثقافة لمجتمعاتها ضارباً المثال في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي استثمرت من شخصية “راعي البقر” أو “الشريف” في إيصال معاني وقيم نبيلة. وقدم عدنان لمحة حول دور التلفزيون في الإنتاج الثقافي وأنه إحدى الوسائل المؤثرة التي يجب استخدامها بكفاءة عالية في إيصال الأفكار والأطروحات الثقافية، وناقش مع المشاركين أهداف الورشة وأهميتها في محاولة للاتفاق عليها ليتم العمل جميعاً على فكرة أن من يعمل في الإعلام الثقافي يعد “مناضلاً” ومجاهداً في سبيل نشر الثقافة. وحلل عدنان مع المشاركين بعد مشاهدة مقابلة ثقافية في أحد القنوات الفضائية بشكل نقدي جاد الحلقة وتم رصد جميع الملاحظات حول المذيع والضيف من قبل المشاركين، حيث استطاع المشاركون أن يحللوا ولأول مرة بهذه الطريقة الشادة للانتباه جميع الأسئلة وحركات المذيع والضيف التي اتسمت بالركاكة وتسطيح العمل الثقافي وعدم التعمق في إثارة الأسئلة والمحاورة، وعلق عدنان على هذه المقابلة بأنها مثال يبرر للأذكياء عدم مشاهدتهم وتفاعلهم مع مثل هذه البرامج لأنها تستصغر عقله، واستعرض عدنان مع المشاركين لقاءً آخر اتسم بضعف حضور شخصية الضيف حيث أضاف في نهايته بأن المذيع فشل في إدارة الحلقة بسبب توجيهيه لأسئلة غير مفهومة وغير منطقية للمشاهد في ظل وجود ضيف ضعيف الشخصية لا يشد الانتباه. وفي اليوم الثاني، قدم ياسين عدنان في اليوم الثاني محاضرة حول كيفية إعداد حوار صحفي جيد، وأشار إلى أن السؤال المركزي الذي يتطرق إليه المحاور هو الذي يعطي العلامة الكاملة والنجاح للاستضافة، كما بين إن من أهم الأسباب التي تساهم في رقي ونجاح الحوار الثقافي هي وضوح الهدف التي تنصب فيه أفكار الحوار، وأكمل حديثه قائلاً “يمكن التأكد من حتمية نجاح أي حوار إذا كان سؤال المحاور صادر عن معرفة شاملة بالموضوع”، وأضاف عدنان أن مهمة الصحفي الأساسية هي “التحري والسؤال”، بينما تساعده باقي العوامل على إنجاح العمل. وفي اليوم الأخير للورشة، طبق المشاركون ما تم مناقشته في اليومين السابقين وذلك باستضافة المشاركة ياسمين السعيد للموسيقي محمد حداد موجه نادي الموسيقى بجامعة البحرين، حيث أعدت حواراً ثقافياً محوره ديوان “طرفة بن الوردة” للشاعر البحرين قاسم حداد والذي شاركه فيه ابنه محمد بعدد من المقطوعات الموسيقية. ووجه المشاركون الملاحظات التحليلية لمقدم الورشة ومقدمة اللقاء في أجواء تفاعلية مع ضيف الحلقة في محاولة لتعلم المزيد وتجنب الأخطاء في المرات القادمة من خلال استضافات أخرى. وفي ختام الورشة، أعطي عدنان تحليلاً وتفصيلاً كاملاً لمجريات الثلاث الأيام التي مضت وأهم النقاط الرئيسية معبراً عن أمله في تخريج جيل من المقدمين البحرينيين المختصين في مجال الثقافة. صورة جماعية للمدرب الإعلامي ياسين مع المتدربين الشرق | المنامة