استحضر المشاركون في ندوة «شعر عنترة بن شداد»، التي أقيمت مساء أمس ضمن فعاليات البرنامج الثقافي ل»سوق عكاظ» في الطائف، عددا من نصوص الشاعر العبسي. وشارك في الندوة، التي أدارها حاتم الفنطاسي، كل من الدكتور عبدالله الوشمي والدكتورة فاتن عبداللطيف، من المملكة العربية السعودية، والدكتورة أسماء أبو بكر، من مصر، والدكتور عبدالحميد الحسامي، من اليمن. وتحدث مدير الأمسية في بدايتها قائلا إنها استحضار للتاريخ، موضحا أن هناك نصوصا عابرة تحتاج التذكير بها، مهمتها تمرير القيم وبناء النموذج، الذي يعد عنصرا مهما في فهم الشخصية وقدها. وقال إن شعر عنترة تحفظه الأجيال، منذ 14 قرنا. وبدأ الدكتور عبدالله الوشمي مشاركته بقصيدة، قال فيها: «عجبت عبيلة من فتى متبذل/ عالي الأشاجع شاحب كالمنصل». وذكر إن عنترة دحرج حجرا في تاريخ الأدب العربي عندما وصف أمه ب»حجر المقام»، مضيفا أن الاختلاف مع عنترة وفيه كبير، حتى أنه قيل «لم يختلف في شاعر عربي كعنترة». وتناول الوشمي وفاة عنترة، مشيرا إلى إن التاريخ الأصح لها كان 611 ميلادي. وقال إن الأم بقعة الضوء في شعر عنترة، الذي يفتخر بأمه، عندما عيروه بها وعاندهم جميعا، قبل أن يستعرض عددا من النصوص، مستحضراً عبلة في شعره، ويتحدث عن لحظات القوة في شعر عنترة والموت. وتطرقت الدكتورة فاتن عبداللطيف إلى عنترة في ظل الصراع الثقافي، وقالت إنه استطاع كسر عرف اجتماعي أطبق على مجتمعه ردحا من الزمن، وهو عدم الاعتراف بأبناء الإماء، ونادى بقانون احترام الحقوق الإنسانية. أما الدكتور عبدالحميد الحسامي فتحدث عن شجاعة عنترة، واعتزازه بشخصيته، وفروسيته، وتأثير المرأة في شعره. فيما تناولت أسماء أبو بكر النسق الخلقي في شعر عنترة، مستعرضة العنصرية والطبقية التي جعلته متفردا.