النقد الفني « دراسة جمالية و فلسفية « لجيروم ستولنيتز ، ترجمة فؤاد زكريا : هذا كتاب أحبه، قرأته أول مرة قبل أكثر من عشرين سنة، و من يومها صار واحدا من الكتب التي كلما عجزت عن الاندماج مع كتاب، أعيد قراءته، صفحاته الأخيرة تضم مجموعة من اللوحات الفنية للتوضيح، و هو يبدأ معك قراءة النظريات الأدبية خطوة خطوة، كل نظرية أو مدرسة ينجح في إقناعك بسلامتها، فإن اقتربت من الوثوق بها، و تبنّي ذائقتها، طلب منك الإجابة عن أسئلة، ما أن تقرأها حتى تعرف أن كثيرا من النقص يعيب تلك النظرية الأدبية أو المدرسة الفنية، و تتأكد من وجود ثغرات ووجوب سدها، ليقول لك إن النظرية التي تلتها و المدرسة التي أعقبتها، إنما جاءت لهذا الغرض، و هكذا دواليك، إلى أن يصل بك إلى أن النظرية الأفضل جماليا و فلسفيا، هي نظرية تلفيقية، تعتمد على وجوب استخدامك لكافة النظريات، و اتباعك لجميع المدارس ، لانتقاء ما يناسب العمل الفني، كتاب أظنه رحلة ممتعة، و بالتأكيد سوف لن تكون علاقتك باللوحات بعد قراءته كما كانت قبلها، ليست اللوحات فحسب، و إنما الحياة عموما .. كيف تحكي حكاية لغابرييل غارسيا ماركيز، ترجمة صالح علماني : عنوان الكتاب أطول من ذلك، كتاب مهم جدا لمن يشتغل أو يهتم بالسيناريو، و لديه رغبة بمعرفة كيفية العمل الكتابي المشترك، يكشف عن طريقة التعامل و نوعيتها في ورشة العمل الراغبة في إنجاز مسلسل أو فيلم، كيف تحول قصة من دقيقة واحدة إلى مسلسل، أو إلى فيلم دون حشو، و كيف يمكنك فعل النقيض تماما عن طريق الاستبعاد، و مما ستعرفه من الكتاب، حاجة كاتب السيناريو الماسة لأربعة أشياء على الأقل : الموهبة و الصبر والتواضع و تعلّم الشطرنج ! سيكولوجية فنون الأداء لجيلين ويلسون ، ترجمة شاكر عبد الحميد : يحمل الكتاب الرقم ( 258 ) ضمن سلسلة كتب « عالم المعرفة « ، كتاب مشحون بالمعارف الممتعة، في فنون الأداء التمثيلي، يكشف أسرارا عجيبة في الفن، و طرائق تذوّق الجمهور، تعرف بعده أنك لست وحدك من شعرت بذلك الشعور، و أحسست بذلك الإحساس ، أمام تلك الطريقة و ذلك العرض، يشدك كل فصل من فصوله، ويرمي بك إلى و في شغف لا يحيلك إلا لشغف أكبر، خلاصته أن التمثيل تاريخ من الفن و السياسة و الخرافة و ما يقرب كثيرا من طبول الزّار، كتاب يحيلك إلى أسئلة عجيبة، بالنسبة لي كان منها هذا السؤال : هل مات طلال مدّاح مثلا متأثِّرا بغنائه ؟! ما هي الفلسفة لجيل دولوز، ترجمة فليكس غتّاري : من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، فما بالك بمن حفر لقارئه ؟! ، أعترف : قرأت مؤخرا عددا من الكتب الفلسفية، ثم جمعتها من جديد لأتفلسف عليكم، لكن هذا الكتاب الذي كان آخرها أحبط محاولتي الشريرة، بعده رجعت من جديد لا أعرف عن الفلسفة أو منها شيئا، خلاصته تشبه هذا الهذر : التاريخ فلسفي لكنه ليس الفلسفة، التجريب فلسفي لكنه ليس الفلسفة، تقريبا تصل إلى أن الفلسفة شيء فلسفي لكنها ليست الفلسفة !