غامر معلم سوري بمناهضة نظام بشار الأسد، وحثّ طلابه على الامتثال به، فتحولت المدرسة الابتدائية التي يعمل بها إلى بؤرة جديدة من بؤَر التوتر في سورية. ونشر على اليوتيوب فيديو للمعلم أحمد العلي وهو يهتف ومن خلفه طلابه خارج أسوار مدرسته «ثانوية الجزيرة الشرقية» في بلدة القورية، يرددون: حرية .. للأمام .. غصباً عنك يا بشار. وكان المعلم يرفع العلم السوري، وبدا منفعلاً ومتحمساً، غير عابئ بما ينتظره في الغالب على أيدي شبيحة النظام. وتنتشر بين حين وآخر حالات مشابهة، منذ اندلاع الثورة في سورية. حيث فقد السوريون «حاسة الخوف الفطري»، ولم يعودوا يعبؤون بما ينتظرهم. وتحول اليوتيوب وشبكات التواصل الاجتماعي إلى ساحة للمواجهة، تكشف ما يحاول نظام بشار إخفاءه. وانتشرت مئات من لقطات الفيديو على المدونات، بعضها يستلفت الانتباه، ويستدعي التأمل، والبعض الآخر يثير الامتعاض لما يحتويه من مشاهد مؤلمة. وانهالت التعليقات تشجع المعلم الجريء، حيث كتب أحد المدونين يقول «لله درك يا بطل، لقد دخلت التاريخ، ولم تخشَ أعداءك، ولا عزاء للجبناء». وكتب آخر «أتحدى أن يكون بين مؤيدي بشار شخص بهذه الجرأة». وبدا المعلم وهو يطوف في أرجاء مدرسته حاملاً علم بلاده، كما لو كان يريد تحرير مدرسته من هيمنة البعث. وفي حجرة فيها صورة لبشار معلقة على الحائط، دخل المعلم، وخلع حذاءه وهوى به على الصورة، وهو يقول «يسقط بشار»، ثم يسقِط لوحة أكبر لبشار ويحطمها ويطؤها بقدميه، ثم يعلق مكانها لوحة بها آية قرآنية، في مشهد له رمزيته، التي لم تعد تستعصي على الفهم. اللقطة نشرت أكثر من مرة على اليوتيوب، وشوهدت أكثر من 29 ألف مرة.