ستة أعوام فقط هي عمر سوق عكاظ بعد البعث الجديد على أيدى المؤمنين بتراث أمتهم، المتطلعين إلى مستقبل أكثر إشراقا. سوق عكاظ تبارى فيه الشعراء، وتمايز به الخطباء، وتاجر خلاله المتسوقون، وتسامت فيه الحكم التى روى جزءا منها نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم. عبر هذه السنوات التي مرت، لم يبق سوق عكاظ ذا صيغة واحدة أو صبغة موحدة، بل إنه يكبر من عام لآخر. يتنوع في فعالياته، ويزداد في جوائزه، ويتوهج بحضوره. تتعدد الجهات الفاعلة فيه، وفي مقدمتها إمارة مكةالمكرمة، برئاسة أميرها للهيئة الإشرافية، والقيام بالتنظيم والمتابعة المتواصلة الدقيقة، بمشاركة فاعلة من معالي محافظ الطائف وأمينها، و معالي مدير الجامعة ومنسوبيها. أما الجهات الحكومية الأخرى فأبرزها الهيئة العامة السياحة والآثار عبر إشرافها على جادة عكاظ وما تحويه من فعاليات وأنشطة. ولوزارات التربية والتعليم والثقافة والإعلام والتعليم العالي حضور متميز عبر جوائزها ومعارضها، ومشاركاتها في اللجان المختلفة. وتواصل نجاحات السوق عاما بعد آخر، يؤكد القدرة على العمل المشترك بين مختلف القطاعات، حين يدار العمل برؤية تنظيمية تتطلع إلى التميز دائما. في كل عام يتمحور البرنامج الثقافي بشكل رئيس على شاعر من شعراء المعلقات، وقد بدأ هذا التقليد من عكاظ 3 حيث كان البدء مع امرئ القيس، ثم تلاه طرفة، وفي العام الماضي زهير بن أبي سلمى. أما شخصية هذا العام فهو الشاعر الفارس عنترة بن شداد الذي رسخ قيم الانتماء والرجولة واالشجاعة والفروسية: هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلمي يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعف عند المغنم ولقد شفى نفسي وأذهب سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدم يحضر عنترة عبر مسرحية تاريخية تجسد نضاله من أجل الحرية والكرامة، ويوجد عبر ندوة حول تاريخه وشاعريته. ولعل لشخصية عكاظ حضور أكبر هذا العام حيث سيتم تجسيد البيئة التي عاش فيها من خلال معرض إمارة القصيم (ديار عنترة).وتفوز المرأة العربية بجائزة الشعر لهذا العام، حيث تحل الشاعرة السودانية روضة الحاج عروساً للشعر العربي في عكاظ. وهي بذلك تعيد سيرة جدتها الخنساء، التي ردد المنشدون قصائدها، وصدحت بإبداعها جنبات السوق. وتمتد جوائز سوق عكاظ لتصل إلى أنحاء متفرقة من العالم العربي، ويكون المعيار هو التميز والإبداع. ويتمثل الحضور العربي في عكاظ أيضا عبر استضافة العديد من الأدباء والباحثين والعلماء من أشقائنا العرب الذين يثرون برامج سوق عكاظ وحواراته بعطاءاتهم وإبداعهم. تجمعهم أرض العروبة وتوحدهم الثقافة التراثية التي تشرع ذراعيها لكل جديد مفيد، متكئة على الماضي ومستشرفة روح المستقبل.يقف خلف نجاحات سوق عكاظ وفعالياته عدد كبير من الأفراد واللجان والجهات الحكومية والرعاة من القطاع الخاص، الذين بهم جميعا يكبر سوق عكاظ وينمو من عام لآخر، ويستحقون جميعا كثيرا من التقدير وجزيلا من الوفاء.