رغم النجاح الاقتصادي المذهل لإمارة دبي إلا أن إعلامها مازال يراوح مكانه بين تليفزيون بلا هوية إلى صحافة متواضعة، حاولت جاهداً منذ عام 1995م إقامة علاقة ود مع صحيفة الإمارة الرئيسية (البيان) ذات الورق الفاخر والإخراج المتميز ولكن بلا جدوى، فلا مادة جاذبة للقراءة حيث تتصدرها الصفحات الحكومية المكثفة بلا مبرر، والأخبار المحلية تتكرر نفسها لمدة أسبوع، وأقلام رأي عربية تكتب بلغة الثمانينيات التي تغوص في العموميات بلا نتيجة تُذكر، أحياناً تبرز «البيان» في أخبار الاقتصاد أما الرياضة فتحاكي الأندية الإماراتية كأنها تحاكي برشلونة ومانشستر يونايتد. تليفزيون دبي يُحاكي قناة إم بي سي، بيد أن نجاح برنامج إم بي سي «من سيربح المليون» مع المقدم الذهبي «جورج قرداحي» أغرى قناة دبي بتكليف الممثل السوري «أيمن زيدان « إبان مجده بتقديم برنامج مسابقات هداياه من الذهب الخالص لم يُكتب له النجاح، لا الذهب الخالص ولا نجوم التمثيل يصنعون تليفزيوناً ناجحاً. قدمت إم بي س برنامج «كلام نواعم» فقدمت قناة دبي برنامجاً مشابهاً لا يوازي نجاح برنامج إم بي سي، المذيعون الإماراتيون في قناة دبي باهتون لم يصنع أحد منهم كاريزما جاذبة تصنع مجداً للقناة وبعضهم يصلح لإذاعة نشرات المدارس المتوسطة. حتى في المسلسلات التليفزيونية الرمضانية التي يقوم ببطولتها ممثلون سعوديون تأتي مسلسلات قناة دبي هي الأضعف بلا دراسة وتمحيص لا للنص ولا للسيناريو ولا للإخراج بيد أن فناناً سعودياً كبيراً مثل عبدالله السدحان قدم أضعف أعماله في تاريخه الفني على قناة دبي في رمضان الماضي. الإعلام الجيد يصنعه عباقرة الإعلام في الصحافة والتليفزيون المتخصصون وهم ندرة في الوطن العربي وإن كان الإعلاميون اللبنانيون هم الأبرز في صنع إعلام متميز، ولا مجال لتوطين الوظائف في الإعلام بالذات إذا لم يكن أداؤهم مقنعاً لأن الفيصل في الإعلام في الآخر هو الجمهور، والجمهور لا يرحم، يريد عملاً إعلامياً جيداً وسط فضاء مزدحم بالخيارات. اقتصاد مزدهر مثل اقتصاد دبي يُفترض أن يتزامن معه إعلام مزدهر لا يقبل بأنصاف الحلول.