في خبر غريب نوعاً ما شغل الصحافة العالمية والدولية والعربية ومفاده أنه: دعا الأسقف الجنوب إفريقي ديزموند توتو، إلى محاكمة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير والرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، على خلفية حرب العراق، مطالباً أن يُدانا بسبب التدمير المادي والأخلاقي الذي سبّبته حرب العراق، على ما يبدو لي أن (شرهة) الأسقف توتو كبيرة ولا يصلحها العطار بعد أن (طارت الطيور بأرزاقها) وأفسدها الدهر. فالولاياتالمتحدة لا تلاعب على مصالحها السياسية ولا يهمها محاسبة الأسقف توتو لها ولو أرادت أن تصنع من الحمل الوديع عدواً لدوداً لاستطاعت ومن العدو الشرير حملاً وديعاً لاستطاعت كإسرائيل، فهذا ما حصل في تلك الحرب التي أثارت حفيظة الأسقف واحتج عليها احتجاجاً صارخاً حينما جندت أمريكا الإعلام العالمي والتعبئة الشعبية لإقناع العالم بأن صدام حسين هو من يدعم الإرهاب وأنه على علاقة بتنظيم القاعدة ويمتلك أسلحة الدمار الشامل وشنت حربها الأنجلو أمريكية عليه، بينما -وهذا على حسب ما يعلله المحللون السياسيون- أن أسباب الحرب على العراق لم تكن كذلك بل كان لها مسبباتها الاستراتيجية والاقتصادية والعبثية ومن ضمنها الهيمنة على سوق النفط العالمية ودعم الدولار الأمريكي وضمان عدم حصول أزمة وقود في الولاياتالمتحدة بسيطرتها على نفط العراق وإعادة نشر خطة الدفاع ودعم شركات الدفاع لتبيع أحدث أسلحتها وكما يقول المثل إن المال لا يعرف له صاحباً ولا صديقاً وما لحرب العراق وانعكاساتها على الصعيد الشخصي أشبهه بالضبط بمشاركة السيد توني بلير في مؤتمر كان والذي رفض المشاركة فيه إلا بمقابل مبلغ 150 ألف جنيه إسترليني بينما الأسقف توتو المحتج وافق على إلقاء كلمة أمام المؤتمر دون مقابل.