لو حار ودار مخرج الأغنية، فلن يجد أفضل من صورة الجمهور النصراوي عبرة وتعبيراً، خاصة حين يصدح أبونورة: «كنت أظن وكنت أظن وخاب ظني»!، ورطة النصر التي أظنها تقترب من الكارثة، ليست في هزيمته من الهلال، لكنها في إقالته مدربه الداهية ماتورانا، فعل الرجل ما بوسعه، وكان من الواضح أن في كيس الحاوي كثيراً من الحيل النافعة، وأظن -وهو ما لا أتمناه أبداً- أن النصر سيدفع الثمن غالياً وسريعاً، لماذا تم الاستغناء عن خدمات ماتورانا؟ لم يكن سيئاً أبداًً، على العكس تماماً، نجح في تقديم فريق كروي محترم وقادر على الفوز، وكان النصر حتى مباراة الديربي واحداً من أفضل الفرق السعودية هذا الموسم، كسب مباراتين، وتعادل في واحدة مع فريق من الواضح أنه سيكون حصاناً أسود أصيلاً في سباق الركض الطويل هذا، وخسر بأعجوبة الحظ الذي رافق الاتحاد كما لم يفعل من قبل، وكان من الطبيعي أن يتأثر بغياب أهم عناصره «حسني عبدربه»، ثم إنها مباراة ديربي ولا يقاس عليها، خاصة إن كانت نتائج المباريات السابقة مُرضية، وقد كانت مرضية، وليس هناك مدرب في العالم، ولا فريق في الدنيا، لا يصاب بخبطة مفاجئة على رأسه فجأة في مباراة ما، حدث هذا مع برشلونة، وريال مدريد، ومانشيستر يونايتد، بل حدث مع البرازيل وفرنسا في عز أيام الكرة الفرنسية، إن كانت الهزيمة من الهلال هي السبب في إقالة مدرب بهذه الحنكة فتلك مصيبة، وإن كان لتصريحاته الأخيرة التي امتدح فيها لاعبيه الأجانب سبب في الإقالة فالمصيبة أعظم، وفي كلا الحالتين: عليه العوض ومنه العوض في بطولة دوري انتظرتها جماهير النصر طويلاً، ووشت بإمكانية تحقيقها هذا الموسم أمور كثيرة.