استغرب عدد من المثقفين منع وزارة الثقافة والإعلام كتاب «حياة محمد» للقس الأمريكي جورج بوش «الجد»، مطالبين الوزارة بالسماح بنشر الكتاب وتداوله كي يقرأه الناس ويعرفوا ما يكتب عنهم. وأكد ناشر الكتاب عبدالله الماجد أنه بذل جهداً في سبيل الوصول إلى الكتاب، لكنه لم يستطع، وأنه تواصل مع المكتبات العالمية، بما فيها مكتبة الكونجرس، ولم يتمكن من العثور عليه، إلى أن وصل الملحق الثقافي السابق في بريطانيا عبدالله الناصر إلى نسخة نادرة من الكتاب وقدمه له كهدية. وأشار الماجد، خلال استضافته في لقاء «ذكريات إعلامية أدبية»، الذي أقامه نادي الرياض الأدبي في مقره أمس الأول، إلى أن منع الكتاب أدى إلى تغريمه ومحاسبته، بعد أن تم العثور على نسخة منه في دار المريخ للنشر التابعة له. وأوضح عبدالله الناصر أن هذا الكتاب هو شاهد على التطرف الأمريكي منذ القدم، لافتاً إلى أنه عثر على الكتاب في مدينة هاي أون واي البريطانية، وهي مدينة لا يوجد فيها سوى الكتب. وقال «أستغرب قرار المنع، ولا أجد مبرراً لذلك، كما أتمنى على وزارة الثقافة (والإعلام) أن تفرج عن هذا الكتاب، وأن يقرأه الناس ليعرفوا ما يكتب عنا من عشرات السنين». وأشار الأديب عبدالله الشهيل إلى أن المنع لا يقتصر على هذا النوع من الكتب، فكثير من العلوم والمعارف تمت محاربتها، فالفلسفة تم منع تدريسها لأنها تبحث في الكون وما ورائياته، وفي الإنسان والوجود والعدم. وعن الكتاب قال «إذا كان بوش الجد قد هجم علينا بالورق والقلم، فإن بوش الابن قد هاجمنا بالدبابات والطائرات والصواريخ، وهو من التطهيريين البروتستانت، وهم أشر من الصهاينة». وقالت الأديبة السورية جمانة طه إن هذا الكتاب يبرر ما فعله بوش الأب والابن، لأنهما رسخا لمفهوم الكنيسة المتصهينة، أو المسيحيين الجدد، كما أن بوش الابن يقول إنه يستلهم من التوراة والتلمود ما يوحي له بأن عليه أن يمهد لقدوم المسيح إلى هذه الأرض. يذكر أن جورج بوش الجد، وهو أحد الواعظين في الكنائس، بالإضافة إلى عمله أستاذاً للغة العبرية وآداب الشرق في جامعة نيويورك، أصدر الكتاب في عام 1838م.