جدة واس أكد المشاركون في فعاليات “ملتقى التراث العمراني الوطني الأول” أن التراث العمراني للمملكة مصدر فخر ،واعتزاز للمواطن، ونقطة جذب رئيسية للسياح، مطالبين بحماية مواقع التراث العمراني من التعديات، والعمل على تطويرها، والمحافظة على الهوية العمرانية للمدن الإسلامية. وشدد المشاركون خلال مشاركتهم في فعاليات الملتقى، الذي أقيم مؤخراً في مدينة جدة، على ضرورة منح مشروعات التراث العمراني أولوية عن غيرها من المشروعات، بحيث تكون الأولوية لمراكز المدن، ثم الموانئ، ثم القرى، ثم القصور التاريخية. وفي ما يخص المعوقات التي تعترض مشروعات المحافظة على التراث العمراني، أشار المشاركون إلى عدد من التحديات التي تعترض تقدم مثل هذه المشروعات، ومنها: قلة حجم الربح المتوقع من هذه المشروعات، وضعف جودة وقوة كثير من المباني التراثية، وعدم وجود تنسيق بين الجهات الحكومية، إضافة إلى عدم وجود وعي لدى الناس بأهمية التراث العمراني، وضعف الإعلان المرئي والمسموع في مثل هذه المشروعات، وعدم وجود جهة أمنية متخصصة لحفظ الآثار. وأكد المشاركون أهمية وجود لائحة بعقوبات قانونية للمتعدين على هذه المشروعات، وتوعية الناس بأهمية التراث العمراني، والقضاء على المشاكل الإدارية الخاصة بتنفيذ مواقع مشروعات التراث العمراني، ومشاكل ضعف البنية التحتية لهذه المشروعات. ويعكس -تقرير التغطية الإحصائية الصادر عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) بالهيئة العامة للسياحة والآثار للملتقى الذي بلغ زواره قرابة 96101 زائر، قدموا من 26 وجهة من مختلف مناطق المملكة الإدارية، شكَّل السعوديون المشاركون منهم ما نسبته 86 %، فيما بلغت نسبة المشاركين غير السعوديين 14% -تحولاً إيجابياً مشهوداً في النظرة للتراث العمراني لم تكن موجودة في السابق، حيث ازداد عدد السياح الذين زاروا الفعاليات المصاحبة للملتقى على 22744 سائحاً، وذلك بنسبة 25% من إجمالي الفعاليات المصاحبة، أنفقوا 16,034,520 ريالاً، بمتوسط إنفاق يومي للفرد الواحد بما في ذلك المجموعة المرافقة له 2116 ريالاًً، بمعدل 705 ريالات للشخص الواحد، وأشاد أغلبهم بمواقع الفعاليات ونظافتها، وسهولة الوصول إليها، ووسائل الأمن والسلامة، بمتوسط تقييم إجمالي 4.4 درجة من أصل 5 درجات. كما كشفت معدلات الاهتمام بحجز الجولات السياحية المصاحبة للملتقى، والطلب عليها، شغف المواطنين بالإطلاع على تراث المملكة، حيث مثّل السعوديون غالبية زوار الأماكن التراثية المشاركين بالجولات السياحية، بما نسبته 95% من إجمالي الزوار، الذين ارتأى 85% منهم أن وسيلة النقل المستخدمة للجولات السياحية كانت ممتازة، وبخصوص درجة الراحة أثناء الجولة فقد رأى 59% من الزوار أنها كانت ممتازة، وبالنسبة لتوقيت الجولة فأكد ما يقارب من 49% أن التوقيت كان ممتازاً، ورأى 49% من الزوار أن الخدمات المقدمة أثناء الجولة كانت جيدة جداً من حيث وفرتها وتنوعها، أما بالنسبة لتعامل المرشدين السياحيين مع الزوار فأوضح 54% منهم أن تعاملهم كان ممتازاً. وأوضح 69% من الزوار أن الحصيلة المعلوماتية، ومدى إطلاع المرشد السياحي بالحافلة كان ممتازاً، وبيّن 36% من زوار الأماكن التراثية أن تنوع الأنشطة ضمن برنامج الجولة السياحية كان ممتازاً. وكشفت نتائج الإحصاء عن حرص كبير من المواطنين على ربط أسرهم وذويهم بالتراث السعودي، إدراكاً منهم لأهميته، حيث قدم الزوار من 26 وجهة من مختلف مناطق المملكة الإدارية، لمتابعة الملتقى، ومنهم ما يزيد على 39% حضروا إلى مقر إقامة الفعاليات برفقة أصدقائهم، فيما حضر 32% مع أسرهم، بينما بلغت نسبة الذين حضروا للفعالية بمفردهم 29%، وبلغ المتوسط العام لعدد الليالي التي قضاها هؤلاء الزوار في المحافظة ست ليال، أقام خلالها نحو 32% في الفنادق، فيما أقام 25% في وحدات سكنية مفروشة، بينما بلغت نسبة الذين أقاموا مع أقرباء أو أصدقاء لهم 18%. وأوصت المجموعات الشبابية وزوار الملتقى بضرورة إشراك من لديه خبرة في مجال المحافظة والاستثمار في التراث العمراني، والاستمرار في عقد مثل هذه الملتقيات بشكل دوري، ونشر الإعلانات عبر وسائل الإعلام عن أهم المشروعات التراثية، والمحافظة على التراث العمراني والاهتمام به، وأن يكون الملتقى شاملاً لجميع مجالات التراث العمراني. إضافة إلى توفير ميزانية خاصة لمشروعات التراث العمراني، وتحسين مواقع التراث العمراني، والاهتمام بها، وإقامة ورش تعريفية بمشروعات التراث العمراني لطلاب المدارس والجامعات، وزيادة عدد المواقع التراثية المصرح بزيارتها، ودعوة الشركات الكبرى للمشاركة في مثل هذه الملتقيات، والاستفادة من الخبرات الدولية في مجال التراث العمراني، وزيادة الوعي بأهمية التراث العمراني لدى المجتمع، ومنع انتشار المفاهيم الدينية الخاطئة، والحد من استخدام العمالة الوافدة الأماكن التراثية كمساكن، وتشكيل لجان خاصة بالمتطوعين للمحافظة على التراث العمراني. جدة | ملتقى التراث العمراني الوطني