ينتاب الطلبة المستجدين الخوف بداية كل عام دراسي جديد، خاصة أنهم قد يضطرون إلى تغيير المدرسة، فيقلق الأهالي من عدم تأقلم أبنائهم مع الأجواء المستجدة، فيما أوصى تربويون واختصاصيون بأهمية معرفة آراء الأبناء قبل اختيار المدرسة التي سيتم إلحاقهم بها، وعدم الإفراط في توجيه الانتقادات إليهم، والاطلاع على هواياتهم الرياضية والثقافية والفنية. اضطرت إلى نقلها وتتحدث أم حمود عن تجربتها مع ابنتها «تذكار» (8 أعوام)، مبينة أنها اضطرت إلى نقلها من مدرستها في مدينة الجبيل إلى مدرسة جديدة في جدة، بعد أن انتقل عمل زوجها إلى هناك، مشيرة أنها عملت على التحدث إلى ابنتها مطولا، وأفهمتها أن عمل والدها أجبرهم على ترك الجبيل، فقد شعرت الطفلة بغربة في المدرسة الجديدة ولم تتأقلم مع أجوائها سريعا، وأضافت «حدثتها عن تجارب كثيرة عشتها حين كنت في عمرها، وبأني انتقلت من مدرستي التي أحببتها إلى مدرسة أخرى، وعن تأقلمي بعد مرور أسبوعين مع زملائي الجدد». كما عمل أبو أبرار على تشجيع ابنته بعد انتقالها إلى مدرسة وجد نظام التدريس فيها أفضل، مبينا أن التشجيع وسيلة فعالة وتكسر الكثير من الجمود عند الطلاب وتشعرهم بالطمأنينة والراحة، مشيرا إلى ضرورة التفاعل مع الأبناء بعد أول يوم دراسي، بسؤالهم عن أحوالهم، ونصحهم بحسن اختيار الأصدقاء. وانزعج الطالب «زكريا الزومان»، يدرس بالمرحلة المتوسطة، بعد أن انتقل بهم والده من مدينة الدمام إلى منطقة حائل، كونه قد غير مكان عمله، مبينا أنه شعر بوحدة كبيرة في بداية الأمر، ومازال يحلم بالعودة إلى مدرسته وأصدقائه في الدمام. هوايات الأبناء وأوضح المُعلم مشعل الحربي أن على الأسر الاهتمام بهوايات أبنائهم الثقافية والرياضية والفنية، ومشاركتهم اتخاذ قرار تغيير مكان المدرسة، كما ينبغي تشجيعهم على الاتصال بأصدقائهم القدامى، حيث يجد الطالب صعوبة في التأقلم مع أول يوم دراسي. وأوضح «يتوجب على المدرسة الحذر من تعريض الطالب المستجد لمواقف محرجة، لأنها ستؤثر عليه بشكل سلبي وسيكره المدرسة، كما يجب إعطاؤه الوقت الكافي لشرح ما يريد وتفريغ طاقته، كي لا يكون عدوانياً في المدرسة. وتبين المعلمة سهام أحمد أن الطالب يجد صعوبة في تأقلمه مع المدرسة الجديدة، وقالت «عادة ما يكون المراهق معتادا على أصدقائه، فيصعب عليه تركهم، وهنا يتركز دور الأهل في مساعدته على اجتياز هذه المرحلة، ودعمه عبر أسلوب الحوار والتفاهم، والصبر والحكمة. ودعت إدارات المدارس إلى وضع برامج شيقة لاستقبال الطالبات، تعرفهن على قوانين المدرسة، كي يسرن عليها ويشعرن بثقة، كما يجب على المعلمات دعوة الطالبات للمشاركة في الأنشطة المحفزة. يؤذيه نفسيا وبيّن الطبيب النفسي يوسف حسن أن انتقال الطالب من مدرسة إلى أخرى يؤذيه نفسيا، مبينا أن قوة تحمل ذلك تختلف من طالب لآخر، طبقا لشخصيته، فيمكن أن يتحملها بعض الطلاب بسهولة، ويتكيفون سريعا من أجواء المدرسة الجديدة، بينما لا يمكن لآخرين ذلك، حيث يتسمون بالانطوائية، مشيرا إلى أهمية عدم توجيه الانتقادات للطالب، بل رعايته وإشعاره بالثقة في نفسه والافتخار به. ونصح الدكتور حسن الأهالي بالسؤال عن إدارة المدرسة ومعلميها وسمعتها قبل نقل الطلاب إليها، كما يجب أن تحرص الأم على لقاء مديرة المدرسة والتعرف على الطرق التدريسية الخاصة بالمدرسة، خاصة لو كانت تنهج أسلوب التدريس بلغات غير العربية. سيدة ترافق ابنتها إلى المدرسة في أول يوم دراسي