تعيش السعودية (أم سلطان)، واقعها المأساوي في حفر الباطن، منذ أكثر من 25 عاماً، بين تسديد ديون زوجها المتوفى، وسد رمق عشرة أيتام، وشتات أبنائها المقيمين، بعد أن تزوجت رجلاً من القبائل النازحة، وأنجبت منه عشرة من الأبناء والبنات، قبل أن يتوفى زوجها قبل سنوات ثلاث، لتواجه المصير المجهول، ورحلة الحياة الشاقة بمفردها. حيث لا يملك أولادها أوراقاً ثبوتية تؤهلهم لمراجعة أي دائرة حكومية، لتتصدى هي للمهمة للبحث عن مصدر رزق لها ولأبنائها، لكن جميع محاولاتها اصطدمت بإجراءات بيروقراطية، أفقدتها الأمل في إيجاد دخل يؤمَّن لها رغد العيش. «أم سلطان» لجأت ل «الشرق» بعد أن أغلقت في وجهها جميع الأبواب، وقالت: «وفاة زوجي زادت وضعنا سوءاً، فقد أصدرت محكمة حفر الباطن حكماً يقضي بتحملي دفع ديون زوجي البالغة ستين ألف ريال، الأمر الذي أدخلنا في دوامة مالية لا تنتهي، حيث لا يوجد لدينا دخل ثابت، سوى مبلغ من الضمان الاجتماعي قدره ثمانمائة ريال فقط، بحجة أن النظام لا يسمح باستلام أبنائي المقيمين لأي مخصص مالي، كونهم لا يملكون أرقام سجلات مدنية». وتحكي أم سلطان فصلاً من فصول معاناتها، وتقول: «أهل الخير يقومون بإكمال المبلغ لتسديد قيمة إيجار المنزل، وتقديم بعض المساعدات التي لا تكفي أسرتنا الكبيرة».وناشدت « أم سلطان» أهل الخير لإغاثتها وإنقاذها من محنتها، ومساعدتها في سداد الديون وتلبية حاجتها. وشدد مسؤول في جمعية البرالخيرية بحفر الباطن على أن حالة « أم سلطان» تستدعي الوقوف عندها طويلاً، كونها تمر بظروف معيشية صعبة، مشيراً إلى أن الجمعية لا تتأخر في توفير الأطعمة والملابس في المناسبات لأسرتها. ولم يستطع مصدر في الضمان الاجتماعي بحفر الباطن إعطاء «الشرق» رؤية نظامية واضحة ومحددة لحالة « أم سلطان»، حيث قال: « الضمان لا يمكن أن يصرف المخصصات المالية دون وجود رقم للسجل المدنيط، ثم عاد وقال: « يمكن إدراج أبناء أم سلطان» تحت بند ( الأيتام)، ويجب إحضار (برنت) من الجوازات لاعتماد الصرف، لكن أم «سلطان» أكدت مرة أخرى أن مسؤولي الضمان رفضوا منح أبنائها المقيمين أي مخصص مالي. يذكر أن شروط الاستفادة من خدمات الضمان الاجتماعي في حالة(الأيتام)كما هو موضح في موقع مصلحة الضمان الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية – تتطلب وجود دفتر عائلة خاص بوالد الأبناء، وإثبات السجل المدني الخاص بالأم، والإقامة بحدود نطاق خدمات المكتب، إلى جانب دراسة الحالة من خلال الزيارات الميدانية عند الحاجة. الأحوال تدرس وضعها و ذكر مصدر في الأحوال المدنية بحفر الباطن أن أم سلطان تقدَّمت بمعاملة أبنائها، وتم الرفع إلى وزارة الداخلية وحالتها قيد الدراسة حتى الآن، وهو الأمر الذي علقت عليه « أم سلطان» بالقول: «لدينا معاملة في وزارة الداخلية حول تجنيس أبنائي أوعلى الأقل منحهم أوراقًا ثبوتية وسجلات مدنية، نتمنى أن تتكلل بالنجاح».