كنت أتوقع دخول علماء السنة على الخط مع علماء الشيعة؛ لنبذ العنف بشتى أشكاله وتأكيد الولاء للقيادة والوطن، نعم فور صدور بيان عدد من علماء القطيف كنت أترقب نغمة مماثلة بنفس الروعة من علماء السنة. لقد تحدث علماء القطيف من منطلق المسؤولية الشرعية والواجب الوطني حرصاً على أمن المجتمع وأهله للوقوف بحزم ضد العنف بجميع أشكاله، وزاد من مواطنة وقيمة أهل القطيف وعلمائها استنكارهم للاعتداءات وتأييدهم لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرفض التقسيمات المذهبية والمناطقية والأيديولوجية. سبعة من أهم علماء ومشايخ القطيف (عبدالله الخنيزي، السيد علي السيد ناصر السلمان، حسن بن موسى الصفار، عبدالكريم بن كاظم الحبيل، علي مدن آل محسن، يوسف المهدي وجعفر آل ربح) أشعوا في جنبات الوطن السعودي صورة حقيقية للتلاحم والتقارب والمحافظة على وحدة البلد وتماسكه ومكتسباته، ورفضوا العنف وعدوه مخالفة شرعية، وإضرارا بمصلحة المجتمع. بعض أهل السنة جروا أبناءنا لأوكار خفافيش الظلام، وبعض أهل الشيعة فعلوا الشيء ذاته، واكتوينا بالنار من الطرفين وحان وقت قيادة شباب الوطن لمنطقة الاعتدال بعيدا عن الطائفية والتقسيمات المذهبية التي تنشر الفرقة وتؤسس للبغضاء. يجب أن يتحرك علماء السنة في هذا الاتجاه خطوات وخطوات، فالوطن يجمعنا في خندق واحد، فالوقاية بعقلية ناضجة مثل علماء القطيف خير من العلاج بعد فوات الفوت، فمكاسب الأمن والاستقرار للجميع وعكس ذلك يجعلنا جميعا في فوهة البركان دون استثناء. أشقاؤنا في القطيف قالوا كلمتهم، وننتظر كلمة الطرف الثاني، أما مشايخ عسير ومواقف “يام” فلنا عودة.