أفادت مصادر إعلامية، أن الدبلوماسي الأمريكي “فردريك هوف”، سيمثل قريبا أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، ليقدم خلاصة ما توصلت إليه الإدارة حول الوضع في سورية. ومعروف عن هذا الدبلوماسي، الذي يوصف ب”قيصر” السياسة الأمريكية تجاه سوريا، أنه كان من المدافعين عن الانفتاح الأميركي على الرئيس بشار الأسد، مطلع هذا العام، وهو واحد ممن أقنعوا الإدارة بتبني سياسة الانفتاح على “إصلاحات” الأسد، لكنه اليوم، بعدما خذله حاكم دمشق وكشف له عن “وجهه الحقيقي”، قد يتحول “هوف”، كما يقول مقربوه، إلى أبرز المطالبين بإسقاط الأسد ونظامه. هوف.. بعدما فشل في السلام هل ينجح في الحرب؟ وقد انتقل “هوف”، المقاتل السابق في حرب فيتنام، من وزارة الدفاع إلى الخارجية الأمريكية منذ زمن، حيث برز مع مطلع العام 2009 واحدا من أكثر الداعمين للتوصل إلى اتفاقية سلام بين سورية وإسرائيل، وتحمس لذلك كثيرا، وهو ما أثار انتباه السناتور السابق جورج ميتشل، مبعوث السلام السابق في المنطقة فقام بتعيين “هوف” مسؤولا عن المسار السلمي السوري الإسرائيلي، لكن مسعاه تعثر، وأغلق مكتب السلام في القدس، وعاد إلى مكتبه في وزارة الخارجية الأمريكية، إلى أن أعادته الثورة السورية إلى دائرة الضوء مجددا، في منتصف مارس الماضي، ليصبح المسؤول الأمريكي الأساسي عن الملف السوري وعن السياسة الأميركية تجاه دمشق. ويذكر أنه ساهم بالاشتراك مع السفير الأميركي في سورية روبرت فورد، في صياغة موقف أميركي يسند بقوة سلمية الثورة السورية ويحذر من “عسكرتها”.وانتقل “هوف” بين العواصم الأوروبية وأنقرة، لإقناعها بتبني خيار فرض عقوبات على نظام الأسد، هذا في الوقت الذي عمل فيه زميله السفير “فورد” على التواصل مع المعارضة السورية داخل دمشق، وحتى المحسوبين على الأسد، منعا لردة الفعل والعمليات الانتقامية في مرحلة ما بعد الأسد، كما صرح بذلك فورد، ودافعا عن موقفيهما باستماتة في مواجهة المعارضين من داخل الإدارة الأمريكية، إلى أن اقتنعا في الأخير وبعد الجرائم المرتكبة من قوات الأسد، بأن “التمسك بالوسائل السلمية” ما له ما يبرره. ويرى مراقبون، أن موقف “هوف” قد يتبدل لينتقل إلى المعسكر المقابل، الداعي إلى حد أدنى من التدخل العسكري، لكن بأقل التكاليف و”من دون تورط ميداني”، خاصة مع “تنامي” ثقة الإدارة الأمريكية لمرحلة ما بعد الأسد، من خلال الاتصالات التي أجرتها والعلاقات التي أقامتها مع المعارضة السوري بكل أطيافها وأشكالها في الداخل والخارج. وبالنسبة للدبلوماسي “هوف”، فإن “إسقاط” الأسد مسألة مرتبطة باتخاذ قرار سياسي وعلى أعلى المستويات، قبل أي “حسم عسكري”، ولكن الجميع متفقون، كما يرى المحللون، على رفض “الشكل التقليدي” للتدخل العسكري، لأنه لا أحد يمكنه السيطرة على تداعياته ولا التنبؤ بعواقبه، ولا أحد في الغرب ولا في الشرق يتحمس له. تدخل عسكري | سوريا | هوف