أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكية وليم بيرنز عزم بلاده مواصة سياسة الحوار مع سوريا، ملمحاً إلى إمكانية عودة التنسيق الأمني بين البلدين، بعد توقفه زمن إدارة الرئيس السابق جورج بوش بناء على رغبة سوريا. ووصف بيرنز لقاءه بالرئيس بشار الأسد بالمثمر والمكثف، مشيراً إلى أنه بالرغم من معرفة الطرفين بوجود اختلافات كثيرة بينهما، إلا أن العمل يجري على إيجاد أرضيات مشتركة، وأضاف أنه يدرك التحديات التي تواجه هذه العلاقة إلا أنه بعد لقائه الرئيس الأسد يخرج بالأمل أن تتقدم الأمور نحو الأمام. وعلّق على تسمية الإدارة الأمريكية لسفير أمريكي في دمشق باعتبارها (إشارة واضحة لرغبة الرئيس أوباما العمل على تحسين العلاقات الثنائية، وتعميق الانخراط في عملية السلام على كل المسارات بهدف تحقيق سلام شامل وقابل للصمود في المنطقة إضافة لتحقيق الاستقرار والسلام الإقليمي). ولفت بيرنز إلى أن منسق وزارة الخارجية لسياسة مكافحة الإرهاب السفير دان بينجامين سيبقى في دمشق يوماً إضافياً، لعقد لقاءات مع مسؤولين سوريين في إطار (تعميق الحوار للتقدم نحو الامام) كما ذكر، في إشارة لعودة البلدين للتنسيق الأمني بعد أن أوقفت دمشق هذا التنسيق في زمن إدارة الرئيس جورج بوش احتجاجاً على سياسة إدارته تجاه دمشق. وعقد بيرنز لقاءين مع الرئيس الأسد أحدهما مغلق، بينما ضم اللقاء الموسع من الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد والسفير السوري في واشنطن عماد مصطفى. أما من الجانب الأمريكي فحضر كل من مسؤولة الشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية مورا كونيللي والسفير بنجامين إضافة إلى مسؤولة في مجلس الأمن القومي والقائم بأعمال السفارة الأمريكية في دمشق. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوفد الدبلوماسي روبرت فورد سفيراً أمريكياً لدى سوريا بعد أن ظل هذا المنصب شاغراً لمدة خمس سنوات، في إشارة انفتاح من قبل واشنطن تجاه دمشق، والتي تأتي في إطار سياستها لتشجيع جهود السلام في الشرق الأوسط. وإذا ما وافق مجلس الشيوخ على هذا التعيين، سيكون فورد أول سفير أمريكي في سوريا منذ أن استدعت واشنطن سلفه إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في (فبراير) 2005 في عملية تفجير وجهت أصابع الاتهام فيها إلى سوريا.