قدر هذا الجزء من العالم أن تأتي أعياده مكسورة وأفراحه غير مكتملة..قدره أن يكون ميدانا للصراعات والحروب التي لم تتوقف على مدى الستين عاما الماضية. وحيث ما توجهنا هناك حروب وجوع وألم وقلق وخوف من المستقبل . كل بلاد العالم تجاوزت سنوات المخاض..تجاوزت حروب الاستقلال حروب السلم الاجتماعي وخاضت بنجاح حروب التنمية والتحضر ..هذا الجزء من العالم فقط ودول إفريقية قليلة ما زالت في المربع الأول ..مربع النزاعات المسلحة. وما زالت ثرواته مهدرة ودوله تقبع في ذيل قائمة أي إحصائية تتحدث عن التنمية البشرية والشفافية ورفاهية العيش وكرامة الإنسان. كشفت دراسة أعدتها (ستراتيجيك فورسايت جروب ) في العام 2009 أن تكلفة النزاعات في الشرق الأوسط خلال العشرين سنة الماضية تجاوزت 12 ترليون دولار. على حساب التنمية وبناء الإنسان. ورغم هذه الكلفة الباهظة إلا أنها لم تمنح هذه الدول السلام ولا الأمن لأن نظم هذه الدول تقوم على صناعة وتصدير الأزمات وتخاف الاستقرار وتنمية وعي الإنسان. الرقم كبير جدا وأرقام الفساد أكبر والبؤس أكبر من كل ذلك وإنسان هذا الجزء من العالم لا يفتأ يلوك أمجاد التاريخ ويعيش بؤس الجغرافيا وينتظر فجراً لا بشائر له. و اليوم يأتي العيد وسيأتي مستقبلاً وسيرى كما يَرى كل عام طوابير الجياع والمهجرين ومن يقبع في السجون والمنافي وقوارب الرحيل وفي الشتات. وسيرى أطفال سوريا وكل شعب سوريا في المخيمات ودول الجوار والبقية تحت عصا الجلاد. وسيرى التفجيرات والقتل على الهوية في اليمن والسودان والعراق ودول أخرى. وسيرى القدس منسية أكثر. وكنا نتمنى أن نقول لكم عيدا سعيدا..ولكن كيف نقول ؟ ورغم ذلك سنقولها كأمنية لا أكثر..سنقول كل عام وأنتم بخير .