أطلّ علينا عيدُ الفطر المبارك وأنا أقفُ بجوار سرير ابني «رمزي» في مستشفى عسير المركزي في «عناية وكنف الرحمن» ، النظرات بيننا مشتركة والصمتُ لغة «العيد العسير»، والسؤال نلوكه بصوت مبحوح عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ؟ لم ننتظر الإجابةَ لأنها لن تأتي. أتى ابني من الساحل الشرقي يحمل أفراح الإجازة، وورود السعادة وأحلام ترتيبات زواجه، فكانت إرادة الله ولا رادّ لقضائه… توقفت حركة الأطراف، وشحب اللون، وذوت الأوراق، وتاهت الخطى بين مستشفيات خاصة وأمال ضائعة، واستقر الحال في مستشفى عسير المركزي… أطل العيدُ ونحن على هذا الحال إن كنت تنشد عن الحال. ماذا أحدثكم وأنا أقلّب أوراق العيد العسير؟ هل أحدثكم عن وفاء الزملاء في صحيفة «الشرق» من رئيس التحرير وبقية الرفاق، ووقفتهم الصادقة مع أزمة الابن «رمزي» ؟ هل أصفُ لكم سيل الاتصالات والرسائل والأدعية والوفاء؟ هل أصف لكم وقفة أهل الخير وطوابير المتبرعين بالدم ؟ هل أحدثكم عن وفاء قريتي ومسقط رأسي؟ هل أحدثكم عن نقاء وصفاء قلوب بعض المسؤولين والأصدقاء والأقارب؟ هل أحدثكم عن متابعة مدير الشؤون الصحية الدكتور إبراهيم الحفظي لكل المرضى ومن ضمنهم ابني رمزي؟ هل أصف لكم فوارق الابتزاز في المستشفيات الخاصة وجودة ومهنية المستشفيات الحكومية، وفي مقدمتها مستشفى عسير المركزي؟ «عيد عسير» مر مرور الكرام وترك على جدار الزمن أسئلة تلهث عن الابن الغالي ومستقبله الغامض، ومسافة الحب والوفاء من الأوفياء، فتسلحت بأسلحة الدعاء وبقيت في زاوية الأسئلة أمنيها بالإجابة… لا أراكم الله مكروها.