تشهد الساحات المخصصة لبيع الأرز في حائل حركة كثيفة من قبل تجار الأرز لتوفير حاجة الراغبين بأداء زكاة الفطر، كما بدأت تتوافد إلى الساحات جماعات ممن تبدو عليهم مظاهر الفقر لتلقي الزكوات. وتُرافق هذا الحدث السنوي، سوق سوداء للأرز، تعود من خلالها كمية الأرز المباعة للمزكي إلى البائع نفسه مرة أخرى، من خلال وساطة «الفقير» أو متلقي الزكاة، الذي يعيد بيع الزكاة التي تلقاها من الأرز ليحصل على المال النقدي. ويقول سعد الحربي، أحد الباعة الموسميين للأرز، إن إعادة الشراء تعتبر «معاونة» من البائع، للشخص الذي تلقى الزكاة «لأن كثيرين يتلقون الأرز وهم بحاجة للمال». ولكن بسؤاله عن الفرق الكبير بين ثمن البيع للمزكّي وثمن شراء الكمية نفسها من متلقي الزكاة، اكتفى الحربي بالقول إن ذلك عائد إلى «نظام السوق». ويوافقه دليم الشمري، الذي يعمل في سوق الأرز خلال هذه الأيام من السنة. موضحا أن الأرباح الناتجة عن هذه العملية لا تعود للبائع في الساحة فقط، بل يتقاسمها عدة شركاء على مراحل تنتهي عند كبار موردي الأرز في المدينة، أي كبار التجار. ويتسع حجم سوق الأرز المخصص لزكاة الفطر سنة بعد أخرى، نظرا لتزايد المزكّين الذين يتعاملون بأسلوب السوق، حيث توفر لهم إمكانية إتمام أداء الزكاة خلال دقائق معدودة، بسبب احتفاظ كل بائع بجماعات تعلن أنها فقيرة وتتلقى الزكاة. وأما الأسلوب الآخر المتبع فهو الأسلوب التقليدي التاريخي، حيث تقام لزكاة الفطر مراسم منزلية احتفائية، من خلال اجتماع جميع أفراد الأسرة، بعدها تُكال أصواع الأرز بعددهم، ويعلن اسم كل فرد من أفراد الأسرة بدءا بالأكبر سنا مع كيل صاعه، ثم تقسّم الكمية الناتجة لأجزاء ويوزعها الأب وأطفاله على الفقراء الحقيقيين في منازلهم.