«البراق الحازمي» القاص الجميل والإنسان المرهف الأحاسيس الذي أمضى خمس سنوات في «ملبورن» بأستراليا إلى أن حاز شهادة الدكتوراه أخيراً قبل رمضان، أرسل إليّ،َ من هناك، عن طريق الخطأ بيانه رقم «2»، وأقول عن طريق الخطأ، لأنه قال في آخر البيان «صباح الفل يا أهل ملبورن»، وأنا لست من أهل ملبورن!.. والبراق يبدو أنه متأثر بإدارة نادي النصر في اختياره التعبير عن طريق البيانات، غير أن بيانات صديقنا البراق مختلفة في أسلوبها الرقيق وتركيزها على الجماليّ وبث حنينه شعراً شجياً صوب القرى و(أحضانها) الدافئة ومساءاتها الندية والنساء الجميلات! وآه على النساء الجميلات اللواتي يلوحن بالحياة لكل راغب متهافت على الجمال فيما يخبئن لنا الموت خلف شالاتهن. يقول البراق في بيانه الأخير: «أنا ابنُ قرية ، ترتمي في حضنِ وادٍ بهيج ، تنامُ على الأحلام، وتفيقُ – مع الشمس- على الحقيقة.. للأصدقاء أبناء المدن، أقول: مساءات القرى غير! «مساء الوردْ .. في مساءات القرى .. «ليلى« تُعيرُ الليلَ من سوادِ العينِ كُحْلاً .. وتغْزِلهُ إذا ما سالَ .. ستراً للجسدْ . «ليلى« تُخضّبُ الكفَّ ورداً أحمرَ .. وتنظمُ من بياضِ الفلِّ سِرْباً من بَرَدْ . «ليلى« .. تُلاعبُ وجهَ مرآةٍ قديمة ثم تتلو من « تعاويذ« الحسدْ . في مساءات القرى .. «ليلى« .. وتمتطي من ضياءِ البدرِ حُلماً أخضرَ ، ثم تُمسي .. مثلما الطفلُ ، مثلما العصفور .. مثلما نجمُ القُرى .. مثلما «الحبُّ« الذي .. يزرعُ القلبَ عشقاً ، ويسكبُ في فضاء الروحِ شيحاً .. فُلاً .. و وردْ . صباح الفُل يا أهل ملبورن !