حاول نظام الأسد منذ بداية الأزمة أن يقحم لبنان فيما يجري في سوريا، وكشف الأمن اللبناني مؤخراً عن تورط الوزير السابق ميشيل سماحة، الذي يعمل مستشارا لبشار الأسد، في التحضير لاغتيال شخصيات لبنانية، في محاولة لإشاعة الفوضى، وإدخال البلاد في حرب أهلية عانى منها لبنان أكثر من 15عاما، أنهتها المملكة باتفاق الطائف. وبدا أن لبنان أصبح مرة أخرى على شفا الانفجار – أكثر من مرة – مع افتعال أنصار نظام دمشق مواجهات مع قوى وطنية وإسلامية في طرابلس شمال لبنان. وأتى اختطاف شاب لبناني من قبل مجموعة غير معروفة في دمشق، ليفسح المجال أمام حزب الله لأن يتحرك، ويثير الفوضة في لبنان، تماشيا مع رغبات الأسد، ورغم أن الجيش الحر نفى علمه بهذه المجموعة، إلا أن أنصار حزب الله في الضاحية الجنوبية اختطفوا أكثر من عشرين سوريا في لبنان بعضهم جرحى أخرجوا من المستشفيات، ويبدو أن هذا التصعيد جاء بأمر من حزب الله، وزعيمه حسن نصرالله، الذي تذرع أمس بأنه لا يستطيع ضبط الناس، وأن حزبه لا يستطيع السيطرة على الشارع وردود الأفعال، وهذا الكلام يعني أن نصرالله أعطى الأوامر لرجاله أن يتصرفوا على هواهم أو ضمن ما يخطط لهم الحزب، لكن دون أن يتحمل الحزب المسؤولية عمّا يقومون به. وهذا يعني أن شرارة الفوضى، التي يدفع بها حليفه في دمشق عبر فرق شبيحته من أعمال قتل ٍ ونهب ٍ وخطف، ستنتقل إلى لبنان، وكلام نصرالله أمس يؤكد ذلك، حيث أعلن أنه غير قادر على ضبط الميليشيات التابعة له. ومن غير المستبعد أن يكون أمن الأسد هو من فبرك اختطاف الشاب اللبناني في دمشق ليعطي المبرر لمليشيات نصرالله بالتحرك بحرية ليس لقمع وملاحقة السوريين في لبنان بل ربما لتمتد أعمال هؤلاء إلى كل معارض لبناني لنظام الأسد وحزب الله. وما يؤكد أن نصرالله وحزبه يتعمدان إشاعة الفوضى في الساحة اللبنانية، أن نصرالله طالما تبجّح بانضباط عناصر حزبه وقدراته وأجهزته الأمنية الخارقة، التي هدد بها قوى إقليمية، فكيف لا يستطيع نصرالله ضبط مجموعة من أنصاره تعيش تحت جناحه وفي معقله؟.