يأتي عيدنا غداً أو بعد غد وفي الأفق ألف سؤال عن مستقبل منطقتنا و مآسيها. يا إلهي: هل مر علينا عيد دون حزن أو مأساة في منطقتنا؟ كم سيقتل من الأبرياء صبيحة العيد في سوريا؟ وكم من نفس بريئة أزهقت وتسأل: بأي ذنب قُتلت؟ يستمر مسلسل الانتقام والقهر والإذلال الذي أسست له ورعته أنظمة جائرة احترفت الإجرام كنظام الأسد. ومن أجل ماذا؟ يا له من عالم منافق وشريك في الظلم. كيف بقي القرار الدولي رهيناً لجدال الكبار وصراعات المصالح فيما دم الأبرياء في سوريا يسفك، بيد باردة وضمير ميت، بالساعة الواحدة؟ كيف لنا أن نشعر بفرحة العيد وسط هذا الحزن العميق بفعل همجية من لا يخاف ربه ولا يحسب لإنسانية الإنسان أي حساب؟ إن جريمة واحدة من جرائم الأسد و شبيحته كفيلة بتدخل دولي صارم لإيقاف المجازر. ولو كان في العالم «المتحضر» صانع قرار حازم لما تمادى الظالم في ظلمه. لكنها لعبة المصالح وحسابات المستقبل التي أبقت هذا العالم «المتحضر» يتفرج على هذه المأساة الإنسانية مما أعطى الأسد وشبيحته رسالة مفادها أن بإمكان المجرم أن يتمادى في ظلمه وهمجيته ووحشيته فيما العالم «القوي» مشغول مع بعضه البعض في جدال سياسي وحسابات مصالح على حساب الضمير الإنساني الذي ينحر يومياً على مرأى ومسمع العالم كله. أي قادم ينتظر منطقتنا وهي المقبلة على مستقبل لا أحد يعرف ماهيته و لا ملامحه؟ وأي مستقبل لمجتمعاتنا وهي المنشغلة بتصفية حسابات تاريخية وراهنة ليس فيها أي عقل أو إنسانية؟ فعلاً: أي عيد عيدنا الذي تقتل فيه فرحة العيد على مشاهد الرعب والموت العبثي والحاقد في سوريا؟ يارب: ألطف بحالنا!