غادر المصطافون الطائف صيف هذا العام وهم يحملون أجمل الذكريات عن طبيعتها الساحرة وهوائها العليل بينما اشتكوا من سلبيات متعددة وتعقيدات تفوق التسهيلات. وأوضح مصطافون التقتهم “الشرق” خلال جولة أجرتها على أماكن سياحية في محافظة الطائف أن لجانا سياحية وتجارية وخدمية لم تلتزم بشعارها لهذ العام (الطائف أحلى وأحلى) مشيرين إلى أن الشقق المفروشة رديئة وتعاني من نقص النظافة وبأسعار مرتفعة، وأن أكثر الطرق في المحافظة مغلقة أو معطوبة أو تحت الصيانة، لاسيما في وسط الأحياء والمتنزهات المفتوحة في منطقتي الهدا والشفا، التي سيطرت عليها عمالة أجنبية ومواطنون بعربات الخيول والدبابات، مضيفين أن متنزه الردف مغلق للتحسين والتطوير منذ أربع سنوات. وقال محمد ناصر من الرياض، لم تفلح لجان الطائف المتعددة للتنشيط السياحي في تلافي السلبيات في الأعوام السابقة، بل إنها زادت وتفاقمت، مشيرا إلى تصنيف الشقق إلى عدة فئات لكل فئة سعر معين حسب المظهر والأثاث والخدمات وعدد الغرف، وقال، “الشقة التي تتكون من غرفة صغيرة وصالون ومطبخ خال من التجهيز ودورة مياه عديمة النظافة تم تصنيفها في المرتبة الثانية بإيجار يصل ل 300 ريال، بينما الشقق المصنفة ضمن الدرجة الأولى من غرفتين ومطبخ ودورة مياه وصلت أسعارها لأرقام فلكية بلغت 550 ريالا إلى 600 ريال لليلة الواحدة”. وأضاف أن المصطاف الذي لديه أسرة كبيرة يخضع لمطالب أصحاب الشقق الذين يستنزفون جيوبنا لحاجتنا للشقق التي تكاد تكون معدومة، كما أن الشقق عند نزولنا بها تفتقد لمواقف ما يجعلنا نقوم بالبحث عن موقف للسيارات في مواقع بعيدة عن الشقق وطالب محمد لجان الطائف المتعددة بوضع حد لتلك السلبيات التي شوهت جمال الطائف. وأكد فايز منصور من الكويت أنه عزف عن السكن في الشقق المفروشة في الطائف نظرا لغلاء أسعارها، لاسيما التي في وسط الأحياء، إلى جانب تدني مستوى النظافة في الشوارع المحيطة بها، مشيرا إلى تكدس النفايات وانبعاث الروائح الكريهة منها، وقال، “سأغادر الطائف إلى جدة لإكمال ما تبقى من زيارتي للمملكة”. وفي ذات السياق، شكا المصطافون من ارتفاع أسعار المدن الترفيهية في الطائف، وعزوا عزوفهم عنها إلى ضعف خدماتها وغياب جوانب السلامة ومتطلباتها في ألعابها وبنيتها التحتية، وعدم وجود إسعاف فيها، وقال طلال النجيمي من المنطقة الشرقية إن الطائف تفتقر إلى مدن ترفيهية ذات بنى تحتية قوية تتوفر بها شروط السلامة، فكثير منها سبب حوادث للمصطافين إما بالاحتجاز أو بصعقة كهربائية كما حدث للطفلة سارة في إحدى المدن الترفيهية، ونشرت “الشرق” خبر صعقها بتاريخ 17 من شهر يوليو الماضي، إضافة لسوء النظافة وارتفاع أسعار تذاكر ألعاب الأطفال وجميع الخدمات المقدمة فيها عبر أكشاك المواد الغذائية والمستلزمات الأخرى. وعن المتنزهات المفتوحة أوضح محمد سفر أنها أغلقت في وجوه المصطافين والسياح إما بوضع سياج حديدي عليها من قبل بعض المواطنين، أو بسيطرة العمالة عليها بعربات الخيول والدبابات التي تسبب لهم قلقا وإزعاجا بضجيجها أثناء بحثهم عن الهدوء والراحة، لاسيما متنزهات الشفا وما تبقى من الردف الذي تلوث الهواء فيه بالغبار والأتربة التي تحدثها الدبابات والحيوانات، إضافة إلى تلوث المسطحات الخضراء القليلة والجلسات بمخلفات الحيوانات دون رقيب من الجهات المعنية عوضاً عن تدميرها للغطاء النباتي المستزرع أثناء اقتياتها عليها خلال وجودها في المتنزهات، ولفت إلى أن الباعة الجائلين يمثلون طرفاً آخر في إزعاج المصطافين، فهم يجوبون المتنزه صغارا وكباراً رجالا ونساء من جنسيات مختلفة ويختلطون بالعوائل لترويج بضائعهم من الملابس والألعاب المقلدة وبيعها بأسعار عالية أيضا. وأشار المواطن عمر الجبيري من جدة إلى أن شوارع الطائف تشهد اختناقات مرورية عالية تسببت في تضجر السكان والمصطافين لاسيما الشوارع الرئيسية والحيوية المؤدية للأسواق بسبب بعض المشروعات التي تنفذها الأمانة تزامنا مع موسم الصيف، الأمر الذي فاقم المشكلة في أوقات الذروة، خصوصا أمام برحة القزاز المرتبطة بشارع شبرا، وأمام قصر المؤتمرات، لافتا إلى أن تغيير مسارات بعض الشوارع الرئيسية من قبل مرور الطائف ساهم في الاختناقات المزعجة وذلك بعد تحويل شارع شبرا وأبو بكر وشارع خالد بن الوليد لمسار واتجاه واحد، ولفت الجبيري إلى افتقار شوارع الطائف للنظافة نظرا لما تشهده من إهمال وتكدس النفايات في كثير من الشوارع والميادين العامة. من جهته، أكد المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في الطائف طارق بن محمود خان أن مركز الأبحاث التابع لهيئة السياحة في الطائف (ماس) يعمل به باحثون لإعداد تقرير مفصل عن صيف العام الجاري، يشمل عدد الزوار والسلبيات والإيجابيات، وسيعرض على اللجنة العليا للتنشيط السياحي خلال رمضان، وذلك لتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات بالتعاون مع الجهات المعنية. ولفت خان إلى أن هناك جولات رقابية مستمرة على الفنادق والوحدات السكنية السياحية المفروشة والمدن الترفيهية والمنتجعات السياحية للتأكد من استخراج التراخيص النظامية والالتزام بتوفير الخدمات المطلوبة وفق التصنيف بالإضافة إلى التأكد من الالتزام بالأسعار، مؤكدا أن الهيئة العامة للسياحة والآثار أغلقت وفرضت غرامات مالية على عدد من الوحدات السكنية في مواقع متفرقة من الطائف لعدم وجود تراخيص التشغيل النظامية وعدم تطبيق ملاكها اشتراطات الهيئة العامة للسياحة لاسيما رفع الأسعار. الدبابات تثير الغبار فيما تبقى من متنزه الردف عربات الخيل تفتقر للتنظيم وتقلق المصطافين (الشرق)