قفزة إلى الخلف أربعين عاماً ؛ بل أكثر..أعادنا بعض الفنانين أمثال عبدالرحمن الحمد، ناصرالمبارك، جعفرالغريب، كانوا يتذكرون أيام وليالي رمَضان وقت صباهم أو طفولتهم؛ صيامهم وألعابهم وحتى تمرداتهم على وصايا الأهل … وركز معظمهم على التليفزيون الرمضاني وخاصة قناة تليفزيون ارامكو وماسميت بالقناة الثالثة .وهي بالمناسبة محطة بدأت البث التليفزيوني كأول محطة بالشرق الأوسط عام 1956 م قبل التليفزيون الإيراني وبعده المصري . وكان البث اليومي بين الثالثة عصراً والحادية عشرة قبيل منتصف الليل فيما عدا يومي الخميس والجمعة حيث تزداد ساعات البث ليستمتع مشاهدوها أكثر خلال العطلة الأسبوعية وكذلك الأعياد ، وانفردت هذه القناة بأن جميع ماتبثه ناطق باللغة العربية حتى في الأفلام والبرامج الأجنبية.مازالت بعض الأسماء محفورة في الذاكرة من مقدمي البرامج كالأساتذة فهمي بصرواي ، سعيد قريش الغامدي، حسن قناديلي ،زكريا البنا، جميل حطاب، فاطمة الباز، فوزية تادرس، إسماعيل الناظر المحامي، جارالله التميمي، عيسى الجودر، صالح المزيني، ونبيل البسام وغيرهم، ونذكرالصديقين مبارك سعد الهميم، عثمان الروثان اللذين التحقا بتليفزيون الدمام “رحمهما الله”.. واستغربت قول صديقي ناصر المبارك قوله إن تليفزيون ارامكو كان غائبا عن رمضان ويبدو أن ذاكرتي أقوى شبابا من ذاكرته !أو أنه لم تتح له متابعة التليفزيون في رمضان آنذاك. إن هناك العديد من البرامج الرمضانية الخاصة بالمناسبة وأتذكر مسابقة رمضان السنوية التي كان يقدمها الأستاذ فوزي جمعة وكان يختم بالقول” والجايزة هدية من رمضان عيدية “. وبالطبع فإن الجوائز كانت توزع بعد نهاية الشهر وكانت سخية ،لاتقارن بكل تأكيد بسخاء جوائز هذه الأيام التي بلغت الملايين، الله يطعمكم بركاتها !! إن قناة تليفزيون أرامكو كانت حاضرة في حياتنا اليومية : “السلامة تبدأ بك ” وبرامج الأسرة، وبرامج الأطفال حيث “بابا حطاب وأصدقاؤه ” وزاوية الكتب، والأفلام العربية و”من كل قطر أغنية” والمحامي “بيري ميسون” وحتى تعليم التحدث والكتابة باللغة الإنكليزية وغيرها كثير..وبرامج الرياضة كسباق الخيل والبولينج والغولف . وكان تليفزيون ارامكو حاضرا في الأنشطة الثقافية والترفيهية والاجتماعية.. كان يراعى في برامج تليفزيون ارامكو دقة الاختيار فيما هو مفيد وممتع ،بالنسبة لفئات المجتمع المختلفة في إطار من المسؤولية التي حملها على عاتقة القيّم على رسالة التليفزيون في مجتمعنا.. أقول هذا، وتحاصرنا اليوم آلاف القنوات التليفزيونية الفضائية، قنوات كل من فكرو إلو ..ولسانو إلو وحتى إيدو إلو!!” كما قال الفنان الراحل ناجي جبر رحمه الله .. تصوروا قنوات عربية لاتراعي قيمنا الاجتماعية بتقديم برامج على الهواء مباشرة في حضور شبابي من الجنسين فيها من الإيحاء والتلميح الجنسي وحتى التصريح بنكات تخلو من الأدب كبرنامج ” لول” و” كتير مهضوم “!! وبعض البرامج التي تستخف بعقلية المشاهدين وتستجهل الكل .. ليت تليفزيون ارامكو يعود مستفيدا من الثورة العلمية في دنيا الاتصال الإعلامي.