تحولت البرامج الحوارية الإذاعية والتليفزيونية التي تبث في شهر رمضان لمنصات للقذف والقدح والغيبة والنيل من الآخرين، ولم يولِ أغلب ضيوف هذه البرامج احتراماً لها، فانطلقوا يذمون منافسيهم ويقدحون فيهم ويتهكمون عليهم، لتشكل هذه البرامج نقطة سوداء تضاف لسجل أسود لكثير من الفضائيات والإذاعات التي لم تراعِ قدسية شهر رمضان، بل كانت مؤشراً على انحدار قيمي وأخلاقي عند بعض نجوم الفن والإعلام والرياضة والمجتمع المستضافين. نيشان ولعل من البرامج التي مازالت تثير جدلاً برنامج «أنا والعسل» مع نيشان الذي تبثه قناة otv اللبنانية، حيث تحولت بعض الحلقات لساحة لتصفية الحسابات والنيل من فنانات أخريات، وهو ما حدث في حلقة الفنانة سمية الخشاب عندما تنكرت لصداقتها مع غادة عبدالرازق التي قالت عنها إنها زميلة مثلها مثل أي فنانة أخرى، كما روت ما حدث بخصوص فيلم «شارع الهرم» وردت بذلك على الفنانة الاستعراضية دينا، مؤكدة أنها لم تتقاضَ شيئاً عن الأغنية التي قدمتها بصوتها، وبأنها رفضت تقديم الدور كي لا تكرر نفسها. أحمد الحامد ويدافع الإعلامي أحمد الحامد عن البرامج، مؤكداً أن الضيوف ليسوا سواء، فهناك فنانون وإعلاميون يتحدثون بلباقة عالية ويبتعدون عن تجريح الآخرين والقدح فيهم، وفي المقابل توجد فئة تحاول أن تستغل البرامج الحوارية بشقيها الإذاعي والتليفزيوني لتصفي حساباتها. واستعرض الحامد بعضاً من نماذج ضيوفه في برنامج «ليلة رمضانية» الذي يبث يومياً على إذاعة روتانا FM وبمشاركة الإعلامية مها سعود وخالد عبدالعزيز. مها سعود إذ استهل في أولى حلقاته الممثل عبدالله عامر والمخرج سامر البرقاوي.. وأضاف «لقد فاجأنا الممثل الكويتي أحمد الصالح عندما اتصلنا به ليشارك معنا بمداخلة هاتفية للحديث عن مسلسل (هوامير الصحراء) بأنه رفض المشاركة، وبعد نقاش واسع معه تحت الهواء أقنعناه لكي يتحدث للمستمعين عن سبب رفضه للظهور معنا، فما كان منه إلا أن بدأ بالحديث مباشرة على الهواء وصب جام غضبه بسبب تغيير ترتيب ظهور اسمه في شارة المسلسل قائلاً (لن أتحدث عن أي شيء يخص المسلسل قبل أن يعود اسمي في الشارة كما كان سابقاً… إنني متذمر جداً مما حدث)… فتدخل المنتج المنفذ لمسلسل هوامير الصحراء عبدالله عامر ليقول (أنا والمخرج قمنا بعملنا مهنياً، وأنا ليس لي أي علاقة بهذا التغيير)». وفي حلقة الفنان فهد الحيان انتقد على الهواء مباشرة التليفزيون السعودي بالبيروقراطية قائلاً «في التليفزيون السعودي أشخاص لا أعرف ما هو نمط تفكيرهم ولا أدري ما يحصل هناك ولكني تفاجأت… لقد ضيعوا علينا عديداً من العقود، وبعد أن عُمّد مسلسل (هشتقة) كنا قد وقعنا عقداً مع روتانا خليجية لبث المسلسل». ولفت الحامد إلى أن الحلقة التي استضافوا فيها الكاتب والمنتج ندا الظفيري كانت نارية، كان صريحاً جداً في كلامه، فلقد سألته عن الخلاف بينه وبين المنتج حسن عسيري فأجاب على الهواء «بأن مسلسله (نساء من زجاج) هو ليس تكملة لمسلسل «الساكنات في قلوبنا» كما ادعى المنتج عسيري»، وقال بأنه دافع عن الذين عملوا معه ولا يجب على حسن عسيري أن يسرق نجاح الآخرين». واتهم المسلسلات الكوميدية السعودية بأنها تجعل الناس تضحك على المجتمع السعودي قائلاً: «إن الكوميديا السعودية ليس لها جمهور ومتابعون، وإن البعض من الصحفيين هم من يصنعون الجمهور ويروّجون لها، فهؤلاء الصحفيون يأخذون الأموال مسبقاً للكتابة عنها ولمدح هذه الأعمال لكي يروّجوا لها». وأضاف الظفيري في البرنامج «إن الممثل فايز المالكي لديه قدرات ولكن مستوى مسلسل (سكتم بكتم) الذي يشارك به هذا العام مستواه ضعيف جد وهو ليس من مستوى التليفزيون السعودي لكي يعرضه»، قائلاً بأن منتجي الدراما السعودية يفتقرون للاحتراف، وأن عدد المنتجين لا يتجاوز الثلاثة. وفي المقابل، يرى الحامد أن هناك ضيوفاً يبتعدون عن الصدام مع الآخرين، وهو ما تميزت به حلقة المخرج السوري حاتم علي الذي قدم لنا هذا العام مسلسل (عمر بن الخطاب) «حيث أخبرني بأنه يعيش حلقات مسلسل (عمر) بتوتر شديد واصفاً المسلسل (بالحساس جداً) وبأن المسلسل قد ألقى عليه مسؤولية كبيرة جداً لم يسبق أن حملها حاتم علي من قبل، وطالب المعارضين لفكرة المسلسل أن يحسنوا الظن وأن لا يعادوا ما يجهلون». وعندما سألته عن واقع الدراما الخليجية كان حاتم علي منطقياً عندما قال: «مشكلة المسلسل الخليجي تكمن في النص بالإضافة إلى كثرة الميلودراما، ويجب العمل على تأسيس معاهد للتمثيل وبعثات للتدريب، والعمل على التقاط المواهب الشابة الذين يكتبون النصوص». ولا ينسى المذيع خالد عبدالعزيز تجربته الممتعة في لقائه مع النجوم، حيث وصف لنا فرحته الغامرة بلقائه النجم الرياضي ماجد عبدالله والشاعر سعيد بن مانع قائلاً: «كان شرفاً لي أن ألتقي بالنجم والأسطورة ماجد الذي حدثنا عن أمور عديدة من حياته الرياضية، بالإضافة إلى عديد من الموضوعات التي أثيرت معه ومع الشاعر سعيد بن مانع الذي ألقى قصيدتين حصريتين». ريهام فراش ويؤكد أن اللاعب ماجد عبدالله كان هادئاً كعادته، لكنه صريح عندما اعترف بأنه حورب من قِبل الوسط الرياضي لمدة 21 عاماً على الرغم من نجاحه، مشيراً إلى أن الإعلام نظرته مقتصرة على نادي الهلال ونادي النصر. وترى مقدمة برنامج «ريموت» على إذاعة ميكس أف أم ريهام فراش، أن المذيع الناجح هو من يحسن اختيار ضيوفه ويعدّ المحاور التي تحاول أن تصطدم بالآخرين وتجرحهم، مؤكدة أن الناقد أو الفنان أو الإعلامي لديه مساحة من الحرية في النقد شريطة ألا تمس الآخرين ولا تجرح مشاعرهم، مشددة على أن الإعلامي لا يمكن أن يتخلى عن الإثارة دون المساس بالآخرين والتجريح بهم في هذا الشهر الفضيل.