كنت على متن رحلة في الطائرة قادمة إلى الباحة هذه الأيام وفور ملامسة إطارات الطائرة أرض المطار حمدت الله كثيراً على أن أبقانا على قيد الحياة. لقد كانت رحلة شاقة، فاهتزاز الطائرة وكثرة تقلباتها جعلاني أظن أن الطائرة تسير على أرض غير ممهدة، علما بأنه لم تكن هناك أي رياح شديدة أو عواصف أو أمطار بل إن الجو كان عادياً جداً لكن هذا ليس غريباً على الخطوط السعودية بالذات وليس غريباً على الرحلات التي تتجه لمنطقة الباحة. هذه ليست الرحلة الأولى ولن تكون الأخيرة من هذا النوع، فالتهميش واللامبالاة في أي رحلة تتجه من وإلى المنطقة بات واضحاً وجلياً فكم منا وصل إلى المطار ووجد أن الطائرة تأخرت عن وقتها المحدد، وكم من طائرة أقلعت وعادت لخلل فني (خارج عن الإرادة)، كم من قائد طائرة يقود (لأول مرة) طائرته ويأتي بها للمنطقة. وإذا سلمنا بأن هناك ظروفا حقيقية خارجة عن الإرادة فعلا كعوامل الطقس أو الخلل الفني، فكيف نسلم بأن يقود (كابتن) الطائرة طائرته وهو يشعر الركاب أنه يسير على طريق غير معبد. إخواني: لماذا لا يحدث ذلك في مدن المملكة الأخرى كالرياض وجدة والدمام على الرغم من أنها تمر بظروف جوية أسوأ منا أحيانا ومع ذلك لايتأثر شيء، لماذا هذا الأمر حكرا فقط على مناطق دون أخرى ومنها منطقتنا. إن السبب الرئيس هو أن هناك من يمنع حدوث مثل ذلك، فهناك أناس لايرضون إلا باحترام آدميتهم فهم لا يرضون بتأخير رحلاتهم وتركهم في صالة المطار دون احترام أوقاتهم، ولا يرضون بأن يكون هناك (كابتن) يتعلم قيادة طائرته ويجمع ساعات طيران، فتجدهم يصعدون الأمر إلى المسؤولين ويجرون اتصالاتهم المكثفة من فورهم حتى يشكلوا وسائل ضغط على الخطوط لكي لا تكرر الخطوط معهم ذلك مرة أخرى، وينجحون كثيرا في ذلك، ونحن لا نفعل ذلك بل نستسلم للأمر الواقع ونكتفي بكظم الغيظ. إننا مواطنون لنا أبسط حقوق المواطنة.. لنا في قلب ملكنا مكان ومكانة مرموقة، ولنا من قلب سمو أميرنا مساحة كبيرة فهو لا يرضى ذلك وله جهود كبيرة. من هنا فإنني أناشد سموه الكريم أن ينهي هذه المعاملة (غير العادلة) التي نواجهها من الخطوط السعودية، وأن يخاطب الجهات المسؤولة لتلافي تلك الأخطاء مستقبلا وإنهاء الوضع القائم الآن وأنا على ثقة كبيرة في سموه الكريم وفي جهوده الفعالة.