تباينت الآراء حول المسلسل الخليجي الاجتماعي (ساهر الليل/ وطن النهار) الذي يُعرض على شاشة إم بي سي وقناة دبي وعدد من القنوات الفضائية الأخرى، ففي الوقت الذي أبدى كثير من النقاد الفنيين والمشاهدين استياءهم من العمل بسبب ما وصفوه بأن العمل يُسهم في ضرب العلاقات بين الشعبين الكويتي والعراقي، إضافة لما احتواه المسلسل من أخطاء إخراجية فادحة أفقدته مصداقيته، بيد أن القائمين على الفضائيات أكدوا أن المسلسل وفق استطلاعات رأي أجرتها بعض الصحف الخليجية أشارت إلى أن المسلسل حقق نسبة مشاهدة مرتفعة جداً عبر الفضائيات والمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، وذلك لتناوله فترة سياسية مهمة في تاريخ الكويت منذ عام 1990، في سابقة درامية تتطرق لهذا الموضوع للمرة الأولى في الدراما الخليجية، ما يعني أن العمل يحقق نجاحاً كبيراً. ويشير الناقد الفني يحيى مفرح أنه لم يتابع المسلسل بشكل دقيق، إلا أن الحديث عن الأخطاء الإخراجية هو السمة الأبرز في العمل مثل ظهور الآيفون. وأضاف «شهدت بعض اللقطات مرور بعض السيارات الفارهة مثل ظهور سيارة سلفرادو موديل 2009 وأحد المطاعم الحديث الفارهة التي لم تكن موجودة قبل 22 عاماً، مؤكداً أن هذه الأخطاء أفقدت العمل مصداقيته وموضوعيته. ودفعت كثرة الأخطاء الإخراجية في المسلسل لعمل هاشتاقات خاصة في تويتر لسرد الأخطاء، ومنها ظهور الآيفون في إعلان المسلسل، وكذلك السيارات الحديثة والمطاعم الفاخرة الجديدة، وأشار بعض المتابعين إلى أن العمل لم يجارِ الحدث العالمي حينها، وهو كأس العالم، فلم يظهر المخرج أحداً من شباب العمل وهو يرتدي قمصان المنتخبات العالمية بأشكالها القديمة مثل منتخبات الأرجنتين وهولندا وألمانيا والبرزيل، خصوصاً أن العمل تجري أحداثه متزامنة مع كأس العالم الذي أقيم في إيطاليا. ولفت أحد المتابعين إلى أن كاتب العمل فهد العليوة وقع في خطأ كبير يدل على أنه لم يتحرَّ بعض القوانين السائدة عام 90 مثل عدم معرفته بقانون الضباط قبل الغزو الذي يشترط على أن تكون الأم كويتية والأب كويتياً للضابط الكويتي، لكنه أظهر في المسلسل ضابطاً كويتياً من أم عراقية. وعرج متابع آخر على أن الغزو حدث يوم الخميس وكان يوم إجازة، بينما أظهر المخرج عبدالله بوشهري وهو عائد من عمله. وخلص عدد من المشاهدين إلى أن المسلسل وقع في جملة من الأخطاء الإخراجية ولم يكن المخرج محمد دحام الشمري موفقاً في تقديم العمل بشكل حقيقي. وتوالت ردات الفعل السلبية تجاه العمل من الجانب العراقي، فالإعلامي والناقد عادل فاخر من وكالة المستقبل ذكر في إحدى الصحف العراقية أن المسلسل يفتقد الدقة والموضوعية والسرد التاريخي، حيث كُتب السيناريو بعيداً عن الأحداث الحقيقية لغزو العراق للكويت، وأراد القائمون على هذا العمل أن يبينوا أن الشعب العراقي شعب غير مهذب وغير متحضر، رغم أن الجميع يعلم أن غزو الكويت لم يكن بمحض إرادة الشعب العراقي. وإنما هو بقرار من رئيس النظام السابق. وأكد أن توقيت عرض المسلسل ليس في صالح الطرفين.. العراقي والكويتي.. فهو أشبه بتصعيد، حتى في اختيار الألفاظ.. في وقت يشهد العراق علاقات جيدة مع الكويت، بعد مرور أكثر من عشرين عاماً، تمثلت في حضور أمير الكويت إلى قمة بغداد، وخطابه الذي كان معتدلاً ومتسامحاً وهو ما ينذر بآفاق جيدة بين البلدين وتطور في العلاقات السياسية والاقتصادية.. ونذير تفاؤل. لكن مع الأسف، مشيراً إلى أن المسلسل يريد أن يوصل للأجيال الجديدة أن العراق مازال طامعاً في الكويت بعيداً عن المعايير المهنية والإنسانية. بيد أن مدير قناة سما دبي أحمد المنصوري، قلل من حجم الانتقادات، مؤكداً أن أحداث المسلسل الجديد حققت منذ الحلقات الأولى مناقشات وآراء متباينة في المنتديات والمواقع الإلكترونية في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج العربي، التي رصدت نقاشات الجمهور حول تفاصيل العمل الدرامي الذي يرصد تفاصيل الحياة اليومية في المجتمع الكويتي خلال هذه الفترة الحساسة، مقدماً كثيراً من الحقائق بواقعية تاريخية بعيداً عن التحيز والنظرة الأحادية. وأبان أن مسلسل (ساهر الليل) دراما اجتماعية من ثلاثة أجزاء، يتناول كل جزء منها مرحلة زمنية في إطار اجتماعي بعيد عن الأحداث التاريخية المباشرة، وفي قالب رومانسي يقترب من الزمن الجميل، حيث تناولت أحداث الجزء الأول فترة الستينيات والسبعينيات في الكويت، أما الجزء الثاني فيأخذنا إلى عالم الثمانينيات، أما الجزء الثالث فيتناول مرحلة التسعينيات بكل ما فيها، راصداً صراعات السلطة والشهرة والعائلة والحب عبر شخصيات تتفاعل وتتصارع لتأخذ نصيبها من الحياة في إطار من الإثارة والتشويق، كاشفاً عديداً من المواقف التي حصلت فعلياً في تلك الفترة وكيفية تعامل الناس معها، مؤكداً على مقولة أن اللون الأحمر يرمز للحب مثلما يرمز للدم، وبأن الحياة تولد من جديد مع كل إشراقة شمس. أما المخرج محمد دحام الشمري، فأكد أن الجدل حول مسلسل «ساهر الليل» لا يحزنه بقدر ما يفرحه، خصوصاً أن العمل لم ينتهِ، داعياً المشاهدين إلى التروي في الحكم على العمل. يشار إلى أن المسلسل من بطولة: جاسم النبهان وباسمة حمادة وحسين المنصور وجمال الردهان ومحمود بوشهري وهيا عبدالسلام وعبدالله بوشهري وفؤاد علي، وآخرين. لقطة من المسلسل