كنتُ مع زميلتي الدكتورة ماريون فريمان أستاذة التمريض والمعلوماتية الصحية بجامعة فكتوريا الأسترالية في جلسة عشاء بعد يومين من بدء فعاليات أولمبياد لندن 2012.. كانت مبتهجة لمشاركة المرأة السعودية في الفعاليات كونها أشرفت على رسائل ماجستير ودكتوراه لعدد من الطلبة السعوديين وتعرف تماماً ثقافة السعودية. فاجأتني وهي تستنكر ما كتب في البحوث عن الضغوط التي تعوق ممارسة المرأة حياتها الطبيعية خصوصاً فيما يتعلق بالأنشطة الرياضية لدرجة أن السمنة والاكتئاب كانا سمة بارزة لهن من وحي الدراسات.. فاجأتني وهي تقول: كيف تؤكد جميع الدراسات والبحوث المنشورة أن الرياضة ممنوعة على المرأة في المدارس والجامعات وليس لها دعم لدرجة أن الجهة المسؤولة عن الرياضة خصصت اسمها للشباب دون الشابات وفي نفس الوقت نشاهد سعوديات يشاركن في مسابقات الجري والجودو في لندن؟! كانت غاضبة وهي تتحدث عن عدم صحة ما ينشر في البحوث العلمية عن دور المرأة والتقييد الذي يمارسه المجتمع ضدها.. هذا المشهد يعانيه كثير من السعوديات والسعوديين المغتربين في الخارج كون ما تقوله صحيحا ووجب أن يُكتب أن الفتاة السعودية تمارس الرياضة خارجياً وليس داخلياً! ورغم أن الحديث يدور على أن المشاركات لسن من أصول أصيلة؛ وهذا ليس عيباً ففي أستراليا لم يشارك أسترالي أصلي (Aboriginal) في الأولمبياد ومع هذا وقف الشعب معهم! هنا يأتي دور التعددية والسماح للآخرين بممارسات الهوايات لرفع راية السعودية ليس فقط في المحافل الخارجية بل حتى داخلياً.. يؤلمنا كثيراً أن المرأة السعودية شاركت في الخارج بتميز وتفوق وأبداعت بنقابها وبحجابها وبنطالها كطبيبة وأستاذة أكاديمية وباحثة وطالبة ورياضية.. شهرخاني والكريع وعطار والقثامي وسندي والهزاع وغيرهن هن من يمثل الوطن؛ فلنقف معهن!