على رغم الجدال الذي أثارته مشاركة أول لاعبة سعودية في دورة الألعاب الأولمبية 2012 في لندن وجدان شهرخاني، وما واكبه من سجالات ومفاوضات نجمت عن إصرارها على ارتداء الحجاب أثناء اللعب، فإن المشاركة النسائية الأولمبية السعودية الأولى لم تستغرق أكثر من 80 ثانية خسرت خلالها شهرخاني لمصلحة منافستها البورتوريكية ميليسا موخيكا، بيد أن شهرخاني التي وجدت أنها للمرة الأولى في حياتها تواجه جمهوراً وأضواء الكاميرات، حازت تعاطف الجمهور الذي صفق لها عند دخولها الملعب وعند خروجها مثل تصفيقه لأية رياضية بريطانية بحسب ما كتبت صحيفة «الإندبندانت» على موقعها الإلكتروني أمس. وذكرت «الإندبندانت» أن شهرخاني بدت مرتبكة عند دخولها بساط حلبة الجودو، ربما لمواجهتها الجمهور، لكنها سرعان ما استعادت رباطة جأشها بعد سماعها صوت الجمهور وهو يشجعها بصوت عالٍ مثلما دأب على تشجيع البريطانيات. ولكن بدا من الوصلة الأولى أن الهزيمة حتمية، إذ كانت موخيكا سريعة ومتمرسة وواثقة بنفسها، فيما بدت شهرخاني بطيئة. وعلى رغم أن شهرخاني نسيت من هول مفاجأة إقصائها ب«الايبون»، وهو ما يعادل الضربة القاضية في رياضة الجودو أن تنحني لمنافستها، ما يعد إهانة كبيرة في هذه الرياضة، إلا أن أفراد الجمهور نهضوا ليصفقوا لها وقوفاً وهي تغادر أرض الملعب. السعودية التي لم تتجاوز ربيعها ال17 شاركت وسط جدل واسع محلياً ودولياً حول «حجابها»، وحاول والدها الخبير في اللعبة علي شهرخاني الذي يعد أحد الحكام المشاركين في الأولمبياد، إبعادها عن طوق الإعلام، رافضاً إدلاءها بأي تصريحات أو تعليقات قبيل مشاركتها، حرصاً على تهيئة أفضل جو لها لخوض المنافسات. ورفض شهرخاني الأب الإدلاء بتصريحات لقناة أبوظبيالرياضية، لكنه تحدث إلى «الحياة» عن مشاعره عقب خروج ابنته بعد جدل حول حجابها وقال: «عليكم بالتوجه إلى المسؤولين في اللجنة الأولمبية السعودية في حال رغبتم في أية معلومة تتعلق بابنتي»، وقال شهرخاني لوكالة الأنباء الفرنسية إن ابنته «لم تدخل في أية مشاركات، ولا توجد لدينا صالات في السعودية لتمرين النساء، فكانت تتمرن معي في البيت منذ 2010. دخلت معسكراً في مصر والإمارات لنحو شهر معي أنا وعلى يد المدربة الروسية دينارا المعتمدة للمنتخب الإماراتي». وحول المعترضين على مشاركة ابنته قال: «لا مشكلة لدي طالما أطبق التعاليم الإسلامية، ولم يحدث أي اختلاط مع أي رجل. لم تكن وجدان وحدها، إذ رافقتها والدتها في الحدث، وسار شقيقها الأكبر معها داخل البساط بصفة مدرب. وأنا متأكد أن كثيرين من زملائي يمارسون الجودو مع بناتهم في بيوتهم». وأياً كانت النتيجة فقد دخلت وجدان شهرخاني التاريخ من أوسع أبوابه من دون أية ميداليات، بعد أن أضحت أول سعودية يظهر اسمها في الألعاب الأولمبية، لتشكّل منعطفاً جديداً بمشاركة سيدات مع البعثة السعودية، وهو ما لم يحدث سابقاً. يذكر أن شهرخاني ارتدت حجاباً بمواصفات توفر السلامة لها صممته متخصصة هولندية، وهو حجاب مطاطي قريب مما ترتديه السباحات، ووافق عليه الاتحاد الدولي للجودو الذي رفض الحجاب العادي في البداية.