ارتبطت الاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط بنظام «حافظ» ومن ثم «بشار الأسد» في سوريا منذ انتصار الثورة الإيرانية عام 1979، ومن أولى الدول التي اعترفت بما تسمّى الجمهورية الإسلامية هي سوريا. وأكد وزير الحرس الثوري إبان الحرب الإيرانية العراقية «محسن رفيق دوست» أن «حافظ الأسد قدّم أكبر المساعدات العسكرية لإيران في حربها ضد العراق، ووقفت سوريا إلى جانب إيران حتى النهاية»، وأفاد «رفيق دوست»، «تقف إيران اليوم إلى جانب نظام بشار وليعرف الإيرانيون حجم المساعدات السورية لبلادنا في وقت أدار العالم ظهره لإيران بعد انتصار الثورة». وتضمّنت اعترافات رفيق دوست «شراء إيران السلاح من بعض الدول الشرقية باسم سوريا وأحياناً باسم ليبيا»، وتلقت إيران الصواريخ من ليبيا القذافي وأطلقت على العراق بعد قيام ضباط سوريين بتدريب عناصر الحرس الثوري على كيفية توجيهها وإطلاقها. وكشف الوزير عن «أوامر حافظ الأسد بإنشاء رصيف سرّي ومستودع أسلحة خاص بإيران في مطار دمشق الدولي». واعترافات رفيق دوست في المرحلة الحساسة الحالية تنسجم ورغبات «خامنئي» بالترويج إلى أجواء الحرب مع التركيز على الحرب الإيرانية العراقية، وتهدف إلى تهدئة الشارع الإيراني بعد تدهور الأوضاع الداخلية وكثرة الانتقادات حول الدعم الإيراني لنظام «بشار» رغم إثبات جرائم الأخير. كما يسعى النظام الإيراني لإقناع الشعب بترابط مصير النظامين الحاكمين قسراً في كل من إيران وسوريا، خاصة وأن كليهما يتسم بالشمولية والطائفية. إلا أن الحرب المرتقبة تختلف كليّاً عن حرب الثماني سنوات لتنتهي بمجرّد «تجرّع كأس السم» من قبل «ولي الفقيه»، خاصة وأن ضربات الداخل ستكون أشد وقعاً على الدولة من مثيلاتها الخارجية.