من العادات الضرورية في رمضان عادة المسحراتي الذي يوقظ الناس للسحور وعلى أنها ضرورية إلا أنها تحمل في طبيعتها شيئا من الجمال والبهجة والروح، فهي تعتمد على الأساليب المتنوعة في الإنشاد والكلمات والآلات. وأصبحت هذه العادة في قرون متطاولة طابعاً رمضانيا وعلامة فارقة من فوارق هذا الشهر الكريم. وأول من نادى بالسحور وآذن الناس به هو عنبسة بن إسحاق في بداية القرن الثالث الهجري في مصر، وبالتحديد سنة 228ه أي قبل ألف ومائتي سنة تقريبا، وكان يذهب ماشيا من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص مناديا بالسحور. وأهل مصر هم أول من أيقظ على الطبلة، أما في الشام فكانوا يطوفون على البيوت ويعزفون على العيدان والطنابير وينشدون الأناشيد. وفي بلاد عربية أخرى كانوا يدقون على الأبواب بالنبابيت لإيقاظ الناس. وقد تحدث عن هذه العادة الرحالة البشاري صاحب أحسن التقاسيم وذكر أن المسحرين في مدينة عدن كانوا يجتمعون ويقرأون القصائد ويدورون على البيوت، وفي أخر الشهر يأخذون الجبايات والأجرة من الناس. وقد رد بعض الناس ظاهرة النداء بالسحور إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يأمر بالأذانين، فالأول للسحور والثاني للإمساك والصلاة.