لا يوجد كمال بشري ، والشر والخير غير مطلق. غير أن هناك نوعاً من البشر يجيد باحترافية إخراج أسوأ ما في الناس. ولديهم قدرة ممتازة على شحن المجالس بالسلبية وقلب مزاجك إلى مزاج دفاعي قد يتحول بمزيد من الضغط إلى مزاج عدائي. وفي أحسن الأحوال فإنهم يعطلون بمهارة عالية أي ايجابية يمكن لها أن تثري اجتماعًا أو تنعش مجلسًا. هذا النوع من الناس حرَم نفسه الكثير من الخير ، وعجز عن إدراك فضل كبير قد يعود عليه ممن يجمعه بهم نقاش أو عمل. يعترف مدير قسم التطوير في احدى الشركات الكبرى للبرمجة فيقول: “على الرغم من وجود أربعمائة مهندس يعمل لدي، غير أنني لا أستمع جديا في اجتماعاتنا سوى لموظفين اثنين فلا أحد من البقية لديه ما هو جدير بالاستماع”. مثل هذا المدير أو الصديق أو القريب يسمى بلغة الإدارة : المُقلّل Diminisher ، فهو يقلل من قيمة كل شئ و كل شخص و كل فكرة لأن “الأنا” لدية لا تسمح له بتجاوز أنفه ! أو لأنه يخشى تفوق الآخر في مجال يعجز عن مجاراته فيه ، أو إذا نحن أحسنا الظن ، فربما يكون سبب ذلك عدم تقديره الجيد لقدرات الأشخاص. ويُنصح في ذلك الابتعاد كثيرًا عن مخالطة هؤلاء و عدم إلقاء اللوم كثيرا على نفسك في حال استفزك أحدهم ، فهذا النوع من الشخصيات معلوم ومرصود. بل وتخرج بعض الدراسات بين الحين و الآخر تحذر من الاستسلام لهم وتنصح بالخروج من دائرتهم الضيقة. على النقيض من هؤلاء يوجد الأشخاص المُضاعِفون Multipliers ، الذين “يدبّلون” قدراتك ، ويحررون أفكارك، ويطلقون لسانك ويستثمرون في أسهم نجاحاتك القليلة بثقة. لا يطلقون الأحكام عليك ويحبونك كما أنت و يحترمون ما تفعل. هم موجودون حولك ، افطن لهم، وإن لم تجدهم فابحث عنهم. وقد يكون أحدهم حلّاقك أو البائع في دكان الحي!