المطاوعة الجدد، ذوق، ثقافة، أفق واسع، سعوديون بلا تشنج، منتج إعلامي تُمتعنا حواراته. فهد السعوي الأنيق ابن برنامج «حجر الزاوية» للشيخ سلمان العودة، ساعد الشيخ كثيراً في إنجاح برنامجه الشهير الذي توقف لأسباب لا نعلمها، لدى السعوي لغة رائعة قادرة على اختزال قضايا معقدة بكلمات معدودة… كيف يحدث هذا. عبدالله المديفر إعلامي قصيمي آخر ينضم لقافلة إعلاميي بريدة… داوود الشريان، تركي الدخيل، يوسف المحيميد، فهد السعوي وكبيرهم أستاذنا المثقف الكبير إبراهيم البليهي، من أين تأتي بريدة بكل هذا الإبداع والأريحية؟! برنامج المديفر «في الصميم» أكثر متعة من برنامج السعوي «للحوار بقية» الذي ضاع بسبب أنه يريد أن يربط بين أثر الإعلام الجديد والإعلام القديم في القضايا التي يطرحها وهو نفس الخلل الذي ورط سعود الدوسري في «نقطة تحول» الذي كان يحاول ضمن حوارات طويلة أن يجد نقطة تحول ضيوفه والتي لا يوفق في الوصول إليها في أحيان كثيرة، هي متلازمة «إم بي سيّة»! إن صحت العبارة، نقل السعوي كلاماً عن المخرج الشاب بدر الحمود اعترض عليه الحمود أثناء العرض «قال أنا لم أقل ذلك» وسط ابتسامات باهتة من السعوي لاحتواء الموضوع لكن ذكاء المشاهد يلمح هذه الهفوات الإعلامية. المديفر بديكور «روتانا» الباهت كأنك في صالون حلاقة افتتح للتو وهذه إحدى نقاط ضعف الإنتاج والمهنية في «روتانا» التي كأنها «محل مطبق» أراد فجأة أن يتحول إلى محل فيديو. رغم الديكور الباهت استطاع المديفر برؤية واضحة وبدون فلسفة تضييع روح برامج الحوار كالذي تصنعه إم بي سي في برامجها الحوارية، استطاع أن يُقدم برنامجا حواريا ممتعا واضح المعالم لا يخلو من الصراحة والمعلومة الجديدة ولا يخلو أيضاً من احترام الضيف الذي يبدأ الحوار متوتراً ثم ينتهي منشرحاً وهذه لعبة لا يجيدها إلا الكبار. الشابان فهد السعوي وعبدالله المديفر شكراً لكما في هذا الشهر الفضيل فقد قدمتما لنا برنامجين ممتعين دون تجريح وتهريج وإسفاف ولعل هذا يُدير بوصلة الإعلام الخليجي إلى أن الإعلام أرقى كثيراً مما تظنون.